أزمة البنزين: عودة النموذج الميليشيوي
29/06/21 08:33 am
هيام القصيفي – الأخبار
غالبية القيادات السياسية اليوم شاركت في الحرب بطريقة أو بأخرى. بعضها ورث حزباً أو انشقّ عنه، وبعضها ورث عائلة كانت متورّطة في الحرب مباشرة. معظم هؤلاء هم من ضمن منظومة حاكمة كانت الحرب في قلبها وعقلها، فتشرّبوا أسلوب الميليشيات حتى ولو أصبحوا من ضمن السلطة السياسية الرسمية. وممارسة «الميليشيوية» لا تقتصر على السياسيين والأمنيين، فكل صاحب مصلحة في وقت الأزمات يتحوّل نموذجاً عن الميليشيوي الكبير، فتفرخ الأزمات نماذج مشابهة وإن بأحجام مصغّرة. وكما تكشف الأزمات حقيقة الناس وأفعالهم وفضائلهم وسيئاتهم، فإنها تكشف أيضاً أن الحرب بوجوهها لا تزال تعشعش في الكثير من نواحي الحياة، فيستعيدون عاداتهم في وقت الحرب، فيصبحون أكثر خضوعاً للميليشيات أياً كانت هويتها مالية أم اقتصادية أم سياسية. حتى لو حُلت أزمة البنزين موقتاً، فإن ما تكشّفت عنه، مع الأزمات المعيشية الأخرى، يفترض أن يكون تحت المعاينة الاجتماعية الجدية في سلوكيات اللبنانيين.