بعد زحف الفقر والوباء.. كيف غيّر لبنانيون عاداتهم الاجتماعية؟
03/01/22 09:20 pm
أحدثت الأزمات المتلاحقة في لبنان، لا سيما في الاقتصاد والصحة من جراء تفشي وباء كورونا، تحولا جوهريا في العادات الاجتماعية، فتغيرت طقوس الأفراح والأحزان عما كانت عليه من ذي قبل.
وزحف هذا التحول على ما يعرف بـ”الجمعات”، بعدما أدت الأزمات إلى اهتزاز البنية الاجتماعية، بدءا من جائحة كورونا التي فرضت التباعد الاجتماعي، وصولا إلى الأزمة الاقتصادية وتراجع قدرة الناس على تحمل تكاليف إحياء بعض المناسبات، أفراحا وأتراحا.
ولم يبق إلا القليل من زخم المناسبات الاجتماعية، فيما يقال إن الفئة التي ما زالت تتمسك بالعادات القديمة رغم الأعباء المادية، تقوم بذلك في إطار مبدأ “تتداين لتتزين”، أي أنها تكلف نفسها ما لا تطيق في سبيل البحث عن إبهار الآخر بالمظاهر.
مناسبات خافتة
يقول أبو سامر موسى، وهو من سكان بيروت، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لغاية اللحظة لم أدرك كيف مرت وفاة والدي بطريقة غريبة وغير معتادة. شارك في مراسم دفنه أفراد العائلة فقط بعدما كانت قاعات العزاء تعج بالمعزين في السابق”.
كما قالت لمى (30 سنة): “لم أتمكن من إلقاء النظرة الأخيرة على وجه والدتي التي توفيت بفيروس كورونا ووداعها كما جرت العادة، بل دفنت فور وفاتها، حتى إن طقوس تقديم واجب الضيافة في العزاء تغيرت، إذ باتت تقتصر على تقديم زجاجات المياه فقط في بعض الأحيان بسبب الأوضاع الاقتصادية من جهة، وخشية انتشار كورونا من جهة ثانية”.
وفي السياق ذاته، يقول الشاب هاشم: “كنت عريسا لوحدي من دون حضور والدي، فقد تابعا حفل زفافي المقتضب عبر شاشة الهاتف من خلال مواقع التواصل، والسبب هو إقفال المطارات في عام 2020”.
كما تقول هيا التي كانت تنتقي خاتم الخطوبة في أحد محلات المجوهرات في بيروت: “الأسبوع المقبل سيكون حفل عقد قراني وسيحضره 10 أشخاص فقط”.
ويصف مختار إحدى البلدات الجنوبية ما يحدث لطقوس الوفاة، لدى حديثه عن تغير عادات المجتمع اللبناني، خصوصا في البلدات والقرى: “كانت عائلة الشخص المتوفى لا تشعر بفقدان أحد أفرادها إلا عندما ينقضي بعض الوقت، نظرا لاحتضان المجتمع لها من خلال الزيارات المتكررة وتأمين الطعام لأهل الميت والمبيت عندهم أحيانا، لكن أهل الميت صاروا يحسون بألم الفراق بسبب الوحدة”.