شعار ناشطون

وداعاً بابا فرنسيس.. المدافع عن لبنان

26/04/25 08:38 am

<span dir="ltr">26/04/25 08:38 am</span>

كتب هيثم زعيتر في “اللواء”:

 

حفلت حياة وسيرة ومسيرة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، بمحطاتٍ مُميّزة، خاصة تجاه لبنان وفلسطين، والعلاقة بين المسيحية والإسلام، ومواقفه الإنسانية الجريئة.

 

سأستعرضُ جانباً من مواقف البابا فرنسيس، التي عايشتُ البعض منها، وبينها:

 

1- العلاقة مع فلسطين:

 

يُعتبر البابا فرنسيس، في طليعة مَن عبّر في حاضرة الفاتيكان، عن دعمه للقضية الفلسطينية، وعدالتها، في محطاتٍ مُتعددة، حيث اعترف بالدولة الفلسطينية، تزامناً مع الذكرى الـ67 للنكبة، في أيار/مايو 2015، برفع علم فلسطين للمرة الأولى، على حاضرة الفاتيكان، وما يعني هذا الاعتراف، من بُعدٍ للقضية الفلسطينية، من أعلى مرجع مسيحي في العالم.

 

وقد وصفه رئيس دولة فلسطين محمود عباس بـ«البابا الشجاع»، فكان أن وصف الرئيس الفلسطيني بـ«ملاك السلام».

 

كما كان لقداسته زيارة مُميّزة إلى بيت لحم، في الضفة الغربية، في أيار/مايو 2014، مع استمراره عاملاً من أجل حل الدولتين، كأساسٍ للسلام.

 

واعتصر الألم قلب قداسة البابا على ما يجري من حرب إبادةٍ جماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، داعياً إلى التحقيق في ذلك، ومُطالباً بوقفها.

 

وحتى قبل رحيله بساعات، كانت غزة في قلبه، ويُعبّر عنها في كلماته.

 

2- العلاقة مع لبنان:

 

ارتبط قداسة البابا فرنسيس بعلاقة مُميّزة مع لبنان، مُعبّراً عن محبته الدائمة له، بمُبادرات غير مسبوقة، ومُؤكداً على أن «لبنان أكثر من وطن».

 

ويُشدّد بشكلٍ دائمٍ على أهمية التعاون بين المُسلمين والمسيحيين، والدعوة للحوار بين الأديان في لبنان والمنطقة.

 

وكان يُبدي الرغبة بزيارة لبنان، التي تأجّلت آخرها، في أيار/مايو 2023، ولم تتحقق، لظروفٍ عدة!

 

3- العلاقات مع الأزهر:

 

نسج الحبر الأعظم، علاقة مُميّزة مع شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، فأصبحا صديقين، عملا على ترسيخ، مبادئ الحوار الإسلامي – المسيحي، في مُواجهة «الإسلاموفوبيا» و«المسيحوفوبيا»، اللتين تقودان إلى التطرف وتشويه حقيقتهما.

 

وقد عمل صاحب القداسة والفضيلة، على تكريس أن الإسلام والمسيحية، رسالتان سماويتان، تُكملان بعضهما البعض، حيث انطلقتا من المنطقة العربية، في المملكة العربية السعودية وفلسطين.

 

4- «وثيقة الأخوة الإنسانية»:

 

توّج قداسة البابا فرنسيس وفضيلة شيخ الأزهر، حواراتهما، بتوقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية»، في عاصمة دولة الإمارات العربية المُتحدة، أبوظبي، بتاريخ 4 شباط/فبراير 2019، بدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المُتحدة (والتي تسنّى لي حضورها)، مع ما أسّس ذلك إلى تكريس التعاون بين الإسلام والمسيحية، والمُساواة والعدالة، حتى مع بني البشر المُختلفين دينياً، فأضحت أساساً، اعتُمد في مناهج الأُمم المُتحدة، تعزيزاً لثقافة الحوار والتعاون، التي جُسّدت في «اليوم الدولي للأخوة الإنسانية».

 

5- العلاقة مع الطائفة الشيعية:

 

مع قطع مراحل مُتقدمة، من الحوار الإسلامي – المسيحي، وتوقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية»، كانت زيارة لافتة، قام بها قداسة البابا فرنسيس إلى المرجع الإسلامي الشيعي في النجف السيد علي السيستاني، في شهر آذار/مارس 2021، تأكيداً على عمق العلاقة بين المسيحية والإسلام، ومُقلدي أبناء الطائفة الشيعية، بانتمائها العربي، وما يعني ذلك من دلالات!

 

6- مسيرة قداسة البابا الإنسانية:

 

جسّد بشكلٍ عملاني، حبّه للناس، والاهتمام بقضاياهم ومشاكلهم، مُدافعاً عن الفقراء وهو ما تربّى عليه مُنذ صغره، بتواضعٍ وبساطة، فكان قريباً جداً، ومُحبّاً لهم، حيث بادلوه تلك المحبة، التي كان يعتبر أنها أساسية في مسيرة تحقيق السلام بين بني البشر.

 

بين تطويب قداسة البابا بشكلٍ رسمي، في ساحة القديس بطرس، بتاريخ 19 آذار/مارس 2013، ورحيله بتاريخ 20 نيسان/إبريل 2025، مسيرة حافلة بالعطاء.

 

وكأن موعد الرحيل، كان له رسائل ودلالات، بأنه جاء في يوم عيد القيامة، حيث كان قلبه يعتصر على ما يجري من سفك دماءٍ، من قبل المُحتل الإسرائيلي، في مهد السيد المسيح (عليه السلام)، الذي حمل رسالة السلام إلى العالم، لكن يُنغص الاحتلال على أبنائه، في فلسطين ولبنان، الفرحة.

تابعنا عبر