
جهاد نافع – الديار
مشهد سياسي لا يحصل إلا في السياسة اللبنانية …تيار المستقبل ينظم لقاء دعم لمرشحة تيار المردة لمنصب نقابة محامي الشمال ماري تيريز القوال ، وحول طاولة واحدة نواب المستقبل والمردة ،خبز وملح وود كأنهما حليفان في محور واحد ،الامر الذي لن يحصل بين تياري المردة والوطني الحر المصنفان حليفان في محور الممانعة والمقاومة …
ما الذي يجمع بين المردة والمستقبل؟ وكل تيار ينتمي الى فريق لا جامع سياسيا بينهما لا بالاتجاه،ولا بالسياسة ولا بالفكر…
فتيار المستقبل لا يزال على خصومته الشديدة لمحور المقاومة،وليس خافيا على أحد موقف المستقبل ونوابه الذين لا يتركون سانحة للنيل من حزب الله والمقاومة ومن سوريا ولا يزال نواب المستقبل يطلقون اوصافا غير لائقة سواء نحو السيد حسن نصر الله او الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد…
اما تيار المردة فواضح الرؤية والموقف ومتشدد في مسألة المقاومة وحليف رئيسي لحزب الله، ورئيس تيار المردة الوزير والنائب السابق سليمان فرنجيه ثابت في موقفه من سوريا ومن الشقيق الحميم له الرئيس بشار الاسد …ولطالما اكد فرنجية ان ازمة سوريا هي حرب كونية ضد الرئيس الاسد،ومن اللحظة الاولى بشر فرنجية ان الرئيس بشار الاسد باق وسوريا ستبقى.
فما الذي جمع بين الرئيس سعد الحريري والوزير فرنجية؟
ثمة تساؤلات في اوساط سياسية مختلفة،هل موقف الرئيس الحريري من الرئيس الاسد ومن حزب الله ، موقف يراعي الشعبوية، ولكسب الشارع السني المشحون منذ العام ٢٠٠٥ بأحقاد افتعلتها جهات خارجية؟
اللقاء المستقبلي – المردي كان وديا للغاية وأشاع اجواء من متانة العلاقة بين التيارين ..فهل شكل اللقاء بروفة لتحالف انتخابي نيابي في آذار المقبل العام ٢٠٢٢؟؟.
حرص نواب المستقبل ونواب المردة على اللقاء والمشاركة في حفل المحامين، له دلالات عدة واوحت ان التحالف لن ينحصر بانتخابات نقابية ،بل سيتطور الى تحالف انتخابي نيابي يحتاجه تيار المستقبل،كما يحتاجه تيار المردة،فكلاهما يحتاجان للآخر لاسباب عديدة ابرزها:
اولا ، ان قواعد المستقبل الشعبية انحسرت ويعاني الحريري مأزقا شعبيا في الشمال وفي مناطق عديدة ،لا سيما وان المستقبل يعتبر الشمال منصته الاولى وقاعدته الشعبية لكن هذه القاعدة اهتزت جراء وعود اطلقها الحريري في جولاته الانتخابية العام ٢٠١٨ وصولا الى غيابه عن الساحة الشمالية في ظل المحنة المعيشية التي حلت بالبلاد وخاصة بعائلات الشمال حيث زاد منسوب الفقر والجوع ، ولم يبادر المستقبل الى مد يده للذين وقفوا معه منذ اكثر من ١٥ سنة.