خاص “هنا لبنان”
ليست مقاطعة الـ LBCI للتحرّك في بكركي وكلمة البطريرك بشارة الراعي مفاجأة كبرى. إن عُرف السبب بَطُل العجب.
من يظنّ، بدايةً، أنّ تلفزيون بيار الضاهر يمثّل بعد الوجدان المسيحي مخطئ جدّاً. يسعى الضاهر للعب دور رجل في السيرك يحمل أكثر من كرة ويسير على الحبل. هو يريد، في الوقت نفسه، أن يرضي جبران باسيل وحزب الله والسعوديّة والولايات المتحدة الأميركيّة، فهو يملك مصلحة معهم جميعاً.
مصلحته مع السعودية والأميركيّين ماديّة. مصلحته مع باسيل تتّصل بدعم العهد له في بعض الملفات، الماليّة و، خصوصاً، القضائيّة، ومصلحته مع حزب الله تتصل بحمايته أمنيّاً وقضائيّاً.
يملك الضاهر هاجساً أمنيّاً قديماً. ويقول مسؤولو حزب الله، بصراحة: نحن من ساعدنا بيار الضاهر ليكسب الدعوى القضائيّة المقدّمة ضدّه من القوات اللبنانيّة. حصل الأمر بناءً على طلب من باسيل.
ونشير هنا الى أنّ قرار طرد الإعلاميّة ديما صادق من LBCI صدر من حزب الله ونفّذه الضاهر بمعاونة الإعلاميّة ندى اندراوس عزيز التي تتولّى التواصل مع رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، وقد زارته منذ فترة بناءً على طلب الضاهر. وعلى خطٍّ آخر، أرسل الضاهر مسؤولة الأخبار في المحطة لارا فاضل زلعوم، وهي شقيقة نائب رئيس التيّار الوطني الحر منصور فاضل، للقاء مسؤول الإعلام في حزب الله الحاج محمد عفيف. في حين قام الضاهر، شخصيّاً، بالاتصال بديما صادق ليعلن تضامنه معها.
كان الضاهر خائفاً من قطع ارسال الـ LBCI في الضاحية الجنوبيّة، خصوصاً أنّ صفا كان غاضباً منه، فأوكل مهمّة استعطاء الحماية الى زلعوم واندراوس.
وقد تلقّى بيار الضاهر تحذيراً واضحاً من حزب الله: أيّ خطأ إضافي ستدفع ثمنه. لذلك، قرّر الضاهر عدم تغطية اليوم التاريخي في بكركي، وتمّ تكليف مراسلة منتمية الى التيّار الوطني الحر لإعداد تقرير عن الحدث.
وإذا كان بيار الضاهر يستخدم، كحجّة، قراره السابق بعدم تغطية مؤتمرات السياسيّين، فإنّ حدث اليوم يفوق، بكثير، مستوى المؤتمرات. هو حدثٌ فاصل، وبطريرك الموارنة أكبر من أيّ سياسيّ. ومن صعدوا الى بكركي لتأييد موقفها يستحقّون ما هو أفضل ممّا تلقّوه من الـ LBCI.
حين ربح بيار الضاهر دعوى الملكيّة في مواجهة القوات اللبنانيّة خسر، في اليوم نفسه، حريّة قراره. بات يأتيه القرار من مسؤولي الحزب، وأحياناً، قد تكفيه تغريدة من عنصر في جيش حزب الله الالكتروني.
ولكن عندما يزور حزب الله بكركي قريبًا، هل سيتلو الضاهر فعل الندامة؟