كما بات معلوماً ومنذ فترة، فإن المواد البلاستيكية الدقيقة موجودة في مجرى الدم، وتشق طريقها إلى أجسامنا من خلال المواد الاستهلاكية اليومية مثل الحليب واللحوم. ويعد الوجود الغريب لجسيمات البلاستيك الدقيقة والنانوية (MNPs) في أجسامنا أمرًا خطيرًا لأسباب واضحة، ويمكن أن تصل إلى مواقع بعيدة وتخترق الخلايا الحية.
وبحسب موقع “انتريستينغ انجينييرينغ” التركي، “في تأكيد مخيف لهذه الإمكانية، وجدت دراسة جديدة أن البوليسترين، وهو بلاستيك شائع الاستخدام موجود في تغليف المواد الغذائية، يمكن اكتشافه في الدماغ بعد ساعتين فقط من تناوله. والحاجز الدموي الدماغي هو عبارة عن شبكة من الأوعية الدموية والأنسجة التي تساعد على منع السموم والمواد الضارة من الوصول إلى الدماغ. ويُعتبر الحاجز الدموي الدماغي تكاثراً خلوياً مهماً يسمح فقط للماء والأكسجين والتخدير العام وثاني أكسيد الكربون بالمرور إلى الدماغ. وقال لوكاس كينير، المؤلف الرئيسي للدراسة، في بيان صحفي: “في الدماغ، يمكن أن تزيد جزيئات البلاستيك من خطر الالتهاب أو الاضطرابات العصبية أو حتى الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر أو الباركنسون”.
وتابع الموقع: “أجرى الباحثون دراستهم على ستة فئران، تناولت ثلاثة منها البوليسترين عن طريق الفم. وقام الباحثون بقتل الفئران بعد ساعتين إلى أربع ساعات من تناولها، مما سمح لهم باستخراج أدمغتهم واختبار وجود البلاستيك. ووجد الفريق أن جسيمات البلاستيك الدقيقة والنانوية قد عبرت الحاجز الدموي الدماغي وأصبحت موجودة في أدمغة الفئران. ويمكن أن تزيد هذه الجزيئات البلاستيكية من خطر الإصابة بالالتهاب والتنكس العصبي، كما لوحظ في الدراسات السابقة. لأمعائنا جدار حماية مماثل. ويمكن أن تدخل جسيمات البلاستيك الدقيقة والنانوية الجسم وتعبر حواجز الأمعاء كذلك. إن كيفية انتقال هذه الجسيمات عبر هذه الحواجز هي عملية معقدة تعتمد على عوامل مثل حجم الجسيمات وكيمياء السطح ونوع الخلية التي تتفاعل معها. وقال كينر: “لتقليل الضرر المحتمل لجزيئات البلاستيك الدقيقة والبلاستيكية على الإنسان والبيئة، من الضروري الحد من التعرض وتقييد استخدامها بينما يتم إجراء مزيد من الأبحاث حول تأثيرات هذه الجسيمات”.
وبحسب الموقع، “يتعرض البشر باستمرار للمواد البوليمرية مثل المنسوجات وإطارات السيارات والتعبئة والتغليف. لسوء الحظ، إن بقايا هذه المواد تلوث البيئة، مما يؤدي إلى انتشار التلوث بالبلاستيك. إن الحاجز الدموي الدماغي (BBB) هو حاجز بيولوجي مهم يحمي الدماغ من المواد الضارة. وفي الدراسة، أجرى الباحثون دراسات امتصاص قصيرة المدى على الفئران باستخدام جزيئات البوليسترين الدقيقة / النانوية التي يتم تناولها عن طريق الفم (9.55 ميكرومتر، 1.14 ميكرومتر، 0.293 ميكرومتر). وأظهرت الدراسة أن الجسيمات النانومترية تصل إلى الدماغ في غضون ساعتين فقط بعد الإطعام القسري. ووجد الباحثون أن تركيبة الهالة الجزيئية الحيوية المحيطة بالجزيئات البلاستيكية كانت حاسمة للمرور عبر الحاجز الدموي الدماغي. وعززت جزيئات الكوليسترول امتصاص هذه الملوثات في غشاء الحاجز الدموي الدماغي”.
وخلصت الدراسة إلى أنه يمكن لهذه التأثيرات المتعارضة أن تفسر النقل السلبي للجسيمات إلى الدماغ.
المصدر : لبنان ٢٤