هجرة القوارب غير الشرعية في تزايد مستمر
وردات فعل الأهالي لن تتوقف عند حدو
لاما الرفاعي:
حينما يصبح رغيف الخبز في بلد ينهار ويتخبط بالكثير من الأزمات قضية تستوجب ملاحقتها بشكل يومي، فإن هجرة القوارب غير الشرعية لن تتوقف فصولها، وضحايا قارب الموت الذين ما زالوا في قعر البحر لن يحدوا من هذه المجازفة طمعا بحياة كريمة ،ولعل العائلات التي انطلقت منذ حوالي الأسبوع من منطقة العبدة وهي عالقة اليوم في اليونان وتناشد أهلها إيجاد الحلول لمأساتهم ربما عن طريق السلطات اللبنانية خير دليل على إستمرار المخاطرة من قبل أبناء طرابلس وعكار والمنية والضنية أي كل المناطق الشمالية التي ترزح تحت نير الفقر والعوز.
بعض أهالي العالقين في البحر أكدوا”لموقعنا” أن أبناءهم رحلوا من دون سابق انذار هربا من الجحيم الذي يعيشون فيه.
عائلات عكار تستغيث
شقيق أحد المغادرين من قرية ببنين في عكار من آل الحزوري قال:” لا اريد ان أتحدث عن كيف رحل أخي ولا ماذا دفع من أموال، لكن سأروي الأسباب الذي دفعته للهجرة بهذه الطريقة كما غيره، هي الظروف والضغوطات الإقتصادية التي نعيشها ، لا كهرباء لا مياه لا أدوية الكل ينتظر فرصة عمل وأخي واحد ممن يعانون من هذا الواقع، العلم لم يعد ينفع وشقيقي إختار الهجرة من دون إعلامنا مغامرا بحياته ومستقبله ترك دراسته بعدما لم يعد يملك أجار المواصلات الى مهنيته حيث يتلقى علومه في الفندقية، تركنا دون سابق إنذار وهو البوم في اليونان ولا نعرف مصيره، برأي هو أراد ان يصل ويعمل ويرسل ثمن الدواء لوالدته المريضة ووالده العاطل عن العمل الى جانب تأمين حياة كريمة”
المحامي صبلوح
مدير مركز حقوق السجين في نقابة المحامين بطرابلس وناشط متابع لحقوق الإنسان المحامي محمد صبلوح قال:” بحسب المعلومات المتوفرة فإن السلطات ستعيد هؤلاء الناس الى لبنان فالدول الأوروبية لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المهاجرين، وفي المقابل أوضاعنا الاقتصادية صعبة للغاية مما سيزيد من نسبة المهاجرين، الكل يبحث عن وسيلة للخروج من البلد ، الدول الأوروبية ستطبق قوانينها بترحيلهم الى بلادهم، وفي هذا المجال سيتم التنسيق مع السلطات اللبنانية”.
وعن الغواصة التي ستصل لبنان لانتشال الزورق من قعر البحر وما بقي من أجساد الضحايا على متنه قال: ” مأساة المركب في رمضان تاريخية والكل تعاطف مع هذه الحادثة لكن الجميع بقي مصرا على الهجرة بسبب الظروف الصعبة، حتى من يعتبر نفسه مرتاح ماديا غير قادر على العيش بكرامة، ومنذ اللحظة التي غرق فيها المركب لم يتم الكشف هنن ينظم هذه الرحلات والذين يعتبرون تجار دم كونهم لا يقومون بتأمين السلامة للمهاجرين، لكن السؤال المطروح لماذا هناك مراكب تجتاز المياه الاقليمية ومراكب يتم ايقافها؟؟؟ هل هناك من يسهل العملية؟؟ نسمع بأن هناك مراكب تدفع الأموال فهل المعلومة صحيحة؟؟ لا نعرف لكن لا بد من التحقيق في القضية، كلنا يعلم بأن الحيش اللبناني اعترض طريق المركب الذي ينقل عائلة الدندشي وغيرهم، وبحسب تجاربنا السابقة فإنه لا يمكن معاقبة أحد ومقتل الشيخ عبد الواحد في عكار خير دليل، وحاليا حينما تقدمنا بالشكوى تحركت النيابة العامة وطلبت من الأجهزة الأمنية فتح تحقيق بالموضوع، حتى تم إستدعاء الناجين للإستماع لإفاداتهم، اليوم نحن بإنتظار وصول الغواصة التي ستنتشل المركب من قعر البحر مع ضرورة تصوير الطريقة التي سيسحب بها حفاظا على شفافية التحقيق حماية لهيبة الجيش والمؤسسة العسكرية والتي نقف الى جانبها وندعمها لكن بالحق،وبحسب معلوماتي الغواصة ستصل مرفأ طرابلس في 13/7 نأمل تسهيل عملها بشكل كبير وإلا فهناك عرقلة بهدف تمييع التحقيق”.
حادثة أمنية مرعبة
وصباح اليوم إستفاقت مدينة طرابلس على حدث أمني مخيف يتعلق بتسلل المواطن ن.د الى داخل إحدى مراكز الجيش في منطقة القبة حيث طعن عسكري في رأسه فقام العناصر بإطلاق النار عليه فتوفي على الفور، فيما بعد علم بأن منفذ العملية من آل الدندشي وقد توفيت شقيقته وأولادها في المركب العالق في البحر مما ولد لديه حالة نفسية صعبة دفعته الى هذا العمل، فهل سنشهد المزيد من ردات الفعل فيما لو لم يتم محاسبة المعتدين على المركب في الأيام المقبلة ؟؟!!!.