ترسّخ نسرين طافش نفسها ممثلة بارزةً في الدراما المصرية “الصعبة” عبر الشاشتين الفضية والذهبية، حيث تتوالى أعمالها التي تحصد النجاح فنياً وجماهيرياً، فلم تكن فنانة “موسمية” أو زائرة تحلّ ثم تذهب، بل “بطلة حاضرة”. تتحدث النجمة العربية لـ”النهار العربي” بشغف عن تجربتها المتألقة في “أم الدنيا”، لا سيما جديدها من خلال استعداداتها لفيلمها السينمائي المقبل “في القلب”، وأحدثها مسلسل “المدّاح” في الموسم الماضي، والذي تصدّر الـ”ترند” وقتاً طويلاً خلال العرض.
تقول طافش: “سعيدة جداً بنجاح المسلسل الذي شكّل مفاجأة كبرى للجمهور، فالمنافسة كانت قوية جداً خلال شهر رمضان الماضي، بوجود أعمال تمتعت بميزانية إنتاجية ضخمة وحملات تسويقية بالغة، والتي ظنّ الكثيرون أنّها ستكون بالصدارة، لكن “المدّاح”، فرض نفسه بنجاحه وبمحبة الناس وبتفاعل الجمهور معه بشكل واسع، واستطاع أن يحقق المعادلة الصعبة بين النجاح كمسلسل جماهيري والنجاح بالنسبة للنقاد الذين تابعوه وأعجبوا بالإخراج والتمثيل والكاستينغ، بالإضافة إلى أنّ الفنيين في فريق العمل من الأمهر في مصر.
وتضيف عن دور “رحاب” التي حققت فيها حضوراً بارزاً ومرّت بتحولات حادة ومواقف درامية صعبة في العمل: “هي واحدة من أصعب الشخصيات التي قمت بها في حياتي. اللهجة المصرية الفلاحية كانت شيئاً جديداً بالنسبة إلي، وقد أحببتها واستمتعت بها كثيراً، أحبّ الناس هذه اللهجة مني وكثير منهم طلبوا أن أعيد تقديم دور البنت الفلاحة لأنهم شعروا بي قريبة منهم وأتحدث بلسانهم، فسررت جداً لأني استطعت أن أحقق هذا الإنجاز والشكر للأستاذ المخرج أحمد سمير فرج الذي ساعدني لأقوم بالدور على أكمل وجه”.
ورداً على سؤال حول شعورها بفوزها عن أدائها لـ”رحاب” بجائزة أفضل فنانة عربية في مهرجان “ديرغيست” وجائزة التميّز في مهرجان “الفضائيات العربية”، تعرب عن سعادتها البالغة، “لأنهما حصيلة تصويت من الجمهور واختيار من النقاد، فلا يوجد أصدق من ذلك، ومحبة وتفاعل العالم والشعبية التي حققتها من خلال “رحاب”، تسعدني جداً، والجوائز التي حصلت عليها جاءت بعد تعب ومجهود طويل وشغف وحب واحترام للمهنة التي تعطينا بقدر ما نعطيها”.
وفي حين تتكتم طافش على تفاصيل عملها الجديد “في القلب”، تفصح أنّ “قصته جديدة ومختلفة وجذبتني بقوّة، تتمتع ببعد إنساني جميل. هو ليس مجرد فيلم رومانسي، بل شريط فن وحياة وأمل، لذلك أنا متحمسة جداً له، لا سيما أنّ مخرجه مرقص عادل يُعد واحداً من أهم المخرجين الشباب على الساحة الفنية، كما أني سعيدة أيضاً بالعمل مع النجم خالد سليم، الراقي، والمتعدد المواهب، والبارع كممثل من وجهة نظري كبراعته بالغناء، وهو أيضاً سيقدم نفسه بشكل مختلف في هذا الفيلم”.
وتشير طافش إلى أهمية وجودها في مصر ضمن مسيرتها الفنيّة حيث ترّكز حالياً: “مصر هوليوود الشرق، وصاحبة الريادة الفنية عربياً، وأنا موجودة فيها أنّ الفرص الأهم تأتي منها. بالطبع تأتيني فرص مهمة من سوريا، ولكني أحبّ دوماً تقديم الجديد والتنويع، حتى لا أملّ من مهنتي، وأحافظ على الشغف الذي تشعر به الناس أيضاً عند وجوده، الأمر الذي فعلته من خلال شخصية “رحاب”، وقبل ذلك في شخصية “شوق”. وترفض في هذا السياق، المقارنة بين الدراما المصرية ونظيرتها السوريّة، معتبرةً أنّ لكل منها مكانتها عربياً، إلى جانب الخليجية والمغاربية. وتشدّد على أنّ الفنّ من وجهة نظرها “لغة إنسانية، لا تعرف الحدود والأجناس، على الرغم من تمتع كل منها بنكهة خاصة”.
ولكن طافش تلفت إلى أحبّ الأعمال إلى قلبها في أرشيفها: “هي التي أثّرت في الناس، والتي يذكروني بها، كـ”ربيع قرطبة” الذي شكّل انطلاقتي الحقيقة حين قدّمت شخصية “السلطانة صبح”، و”جلسات نسائية” بشخصية “هالة”، و”طريق النحل” بدوري التوأم “سهام” و”رهام”، و”بنات العيلة” بشخصية “سارة”، وأيضاً “التغريبة الفلسطينية” العمل الذي لا يفارق ذاكرة الجمهور بشخصية “جميلة”، و”شوق”، و”مقامات العشق” بالرغم من أنه عمل نخبوي إلا أن الناس أحبوا شخصية “ست الحسن” التي قدّمت بطريقة مختلفة.
وحول كيفية استعدادها لأدوارها، وتحديداً التي تتطلب لهجة مصرية، تجيب: “يجب أن أحبّه أولاّ، ثمّ أحلل الشخصية خلال قراءتها، والعامل الأبرز هو إحساسي بها. وأمّا عن اللهجة المصرية، فالحمدلله بات لدي اتقان بها وسلاسة في نطقها بشهادة نقاد ومصريين كثيرين. إستقراري في مصر ساعدني جداً في هذا المجال، وطبعاً محبتي لمصر وأهلها ولجهتهم”.
وفي إطار آخر، تحرص طافش على منشورات الطاقة الإيجابية والتمنية الذاتية عبر حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تُعتبر من الأبرز والأوائل عربياً بين الفنانين من حيث أعداد المتابعين. توضح أنّها تعتبر ذلك جزءاً من رسالة إنسانية: “رب العالمين لم يخلقنا كي نأكل ونشرب وننام ونتكاثر ونموت فقط، كل إنسان في هذه الحياة له هدف ورسالة، أناس وجدتهما، وأناس ما زالت تبحث عنهما. ومن لا يؤمن بذلك، وعيه محدود. أنا أشعر بأن رسالتي الإنسانية لا تتجزأ عن رسالة الفن لذا أحاول قدر المستطاع أن أستخدم شهرتي لا فقط في نشر الأزياء والجمال وأعمالي الفنية، بل أحب دائماً أن أكون مساهمة في صنع حالة من الأمل والتفاؤل لدى من يتابعني.