كتب رضوان مرتضى في جريدة الأخبار:
منذ عام 2019، كان محمد الموسى الذي قُتل برصاصات أطلقها عليه الطبيب فادي الهاشم، زوج الفنانة نانسي عجرم، يُخطّط لسرقة منازل مشهورين، بعدما سُدّت في وجهه السبل لكونه كان عاطلاً عن العمل لأكثر من خمسة أشهر، حتى أنّه «كان يستدين ثمن طعامه». هذا ما كشفته وقائع القرار الظني الذي أصدره قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور الثلثاء ضد المدعى عليه الهاشم، مشيراً إلى أن تحليل هاتفي الضحية وزوجته أظهر أنه أجرى بحثاً على موقع غوغل عن عجرم والفنانات نجوى كرم وهيفا وهبي وميريام كلينك ومواقع منازلهن واستقصى أخبارهن وتحرى عن منازلهن وتقسيماتها وأرقام هواتفهن، معتبراً أنه كان يخطط لسرقة الميسورين مالياً. وعندما وقع الاختيار على عجرم، قام الموسى باستطلاع منزلها ومحيطه. وكشف القرار الظني أنّ الهاشم لم يكن يعرف الموسى، كما ادّعت زوجة القتيل. وأوضح أنّ الزوجة استندت إلى أقوال زوجها ليلة مقتله عندما أبلغها أنه ذاهب لتحصيل مال له في ذمة أحدهم. وهي أبلغت المحققين أن زوجها في تلك الليلة لم يكن على طبيعته، وأنه عاد بعد مغادرته ليأخذ معه ولّاعة على هيئة مسدس.
وسرد القرار الظني تفاصيل الجريمة، بحسب ما أظهرتها كاميرات المراقبة في منزل عجرم والهاشم. ونقل عن المدعى عليه تفاصيل ليلة اقتحام منزله من قبل شخص ملثّم يحمل سلاحاً هدده به طالباً منه إعطاؤه الذهب. ورداً على سؤال قاضي التحقيق عن سبب إطلاقه أكثر من 17 رصاصة على الموسى، اخترقت أكثر من 14 منها جسده، أجاب الهاشم بأنه لم يكن بوعيه عندما علم أن الملثم توجه إلى غرفة أطفاله. علماً أنه قام بتغيير ممشط مسدسه قبل أن يعاود اطلاق النار.
قاضي التحقيق اعتبر فعل المدعى عليه من نوع جناية القتل القصدي المنصوص عليها في المادة 547، والتي توجب إنزال عقوبة السجن لمدة 15 سنة، لكنه عطفها على المادة 228 الفقرة الثانية من قانون العقوبات، أي طلب له الأسباب التخفيفية على اعتبار أنه قتل بدافع الدفاع عن نفسه ومنزله. ورغم ذلك، لم يمنع عنه المحاكمة، إنما طلب إيجاب محاكمته أمام محكمة جنايات بعبدا التي ستكون لها الكلمة الفصل.