يتحوّر فيروس SARS-CoV-2 بسرعة، وهذا يُعدّ مصدر قلق بشأن ما إذا كانت اللقاحات الحالية قادرة على حماية متلقيها من هذه المتغيرات في الفيروس.
ورصد العلماء سلالات جديدة لفيروس كورونا في دول عديدة، لكنهم يهتمون في المقام الأول بثلاثة منها، والتي ظهرت في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا والبرازيل. وعندما يصيب الفيروس الناس، يمكن أن يتحور لأنه يصنع نسخا من نفسه. ويمكن لبعض الطفرات أن تكون ضارة بالفيروس، ما يؤدي إلى موته. ويمكن للآخرين تقديم ميزة تساعدها على الانتشار.
وقالت ماري بترون، التي تدرس الأمراض المعدية في جامعة ييل: “ليست كل طفرة متساوية. الفيروس سيصبح محظوظا بين الحين والآخر”.
وتُعدّ مراقبة المتغيرات أمرا مهما نظرا لاحتمال أنها قد تجعل اللقاحات والعلاجات أقل فعالية، أو تغير الطريقة التي تصيب بها الناس.
وقال عالم الأحياء بجامعة ولاية أوهايو، دانييل جونز، إن طفرة في وقت مبكر من الوباء أدت إلى انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم، ولكن لم تحدث تغييرات ملحوظة منذ ذلك الحين، حتى وقت قريب.
ووقع اكتشاف أحد المتغيرات الرئيسية الثلاثة التي شهدها الخبراء في المملكة المتحدة في أواخر العام الماضي ثم رصدت في المرضى في عشرات البلدان منذ ذلك الحين. وقال مسؤولو الصحة في البداية إن السلالة الجديدة ربما لا تسبب مرضا أسوأ، لكن بعض المعلومات الحديثة تشير إلى أنها قد تنتشر بسهولة، ما قد يؤدي إلى المزيد من حالات دخول المستشفى والوفيات، وهو ما يزال غير مؤكد وقيد الدراسة حتى الآن.
وقد يصبح المتغير مهيمنا في الولايات المتحدة بحلول شهر مارس، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ويقول الخبراء إن المتغيرات الأخرى التي تم اكتشافها للمرة الأولى في جنوب إفريقيا والبرازيل تبدو أيضا أكثر عدوى. وتشير البيانات حتى الآن إلى أن اللقاحات الحالية يجب أن تحمي من هذه المتغيرات، على الرغم من وجود بعض القلق من أن فعاليتها قد تقل قليلا. وهناك بعض الأدلة على أن بعض علاجات الأجسام المضادة قد تكون أقل فعالية ضد بعض المتغيرات.
وقال الدكتور أنتوني فوسي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إن هناك طرقا لتعديل اللقاحات والعلاجات للحفاظ على فعاليتها.
ويرتبط ظهور المتغيرات بالارتفاعات المستمرة لأن العدوى تمنح الفيروسات فرصة للتحور والانتشار. وهذا سبب آخر يؤكد الخبراء على أهمية ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي. وقال جونز: “كلما قل عدد الأشخاص الذين يحملون الفيروس، قلّت فرصه في التحور”.
ويشير مسؤولي الصحة إلى أن السلالات الناشئة وضعت الآن الخبراء الطبيين والعلماء في “سباق مع الزمن” لتحديد الأشكال الجديدة التي يحتمل أن تكون مميتة لـ”كوفيد-19″.
وفي ما يلي، ما يُعرَف حتى الآن حول السلالات الثلاث الجديدة لـ”كوفيد-19″:
– في المملكة المتحدة:
حدد العلماء متغيرا يسمى B.1.1.7 مع عدد كبير من الطفرات في خريف عام 2020. وينتشر هذا المتغير بسهولة أكبر وأسرع من المتغيرات الأخرى. وفي كانون الثاني 2021، أفاد خبراء في المملكة المتحدة بأن هذا البديل قد يكون مرتبطا بزيادة خطر الوفاة مقارنة بالفيروسات الأخرى، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتيجة. ومنذ ذلك الحين تم رصد السلالة الجديدة في العديد من البلدان حول العالم. وتم اكتشاف هذا المتغير لأول مرة في الولايات المتحدة في نهاية كانون الأول 2020.
– في جنوب إفريقيا:
ظهر متغير آخر يسمى B.1.351 بشكل مستقل عن B.1.1.7. واكتشف B.1.351 في الأصل في أوائل تشرين الأول 2020، ويشترك في بعض الطفرات مع B.1.1.7.
– في البرازيل:
ظهر متغيّر يسمى P.1 تم تحديده للمرة الأولى في المسافرين من البرازيل، الذين تم اختبارهم أثناء الفحص الروتيني في مطار في اليابان، أوائل كانون الثاني. ويحتوي هذا المتغير على مجموعة من الطفرات الإضافية التي قد تؤثر في قدرته على التعرف عليه بواسطة الأجسام المضادة