تشير بعض الإحصائيات، إلى أن ضعف السمع يؤثر على 50٪ ممن قد تجاوزا الـ 75 عامًا، صحيح أن ضعف السمع الخلقي – عادة ما يظهر في مرحلة الطفولة – ينتج عن طفرات نادرة، إلا أنه يمكن أن تكون مشاكل السمع لدى البالغين ناتجة عن التأثير التراكمي للمخاطر متعددة الجينات والعوامل البيئية.
كشفت دراسات حديثة عن العديد من الجينات الخطرة المسببة لمشاكل السمع لدى البالغين، ومع ذلك لم يتم التحقيق بما فيه الكفاية في بعض العوامل بواسطة الدراسات الجينية واسعة النطاق.
فعلى سبيل المثال، هناك معلومات محدودة حول سبب كون مشاكل السمع بين كبار السن أكثر شيوعا وأكثر حدة، إضافة لظهورها بشكل مبكر عند الرجال أكثر من النساء.
ومن غير المؤكد كيف تميز المخاطر متعددة الجينات المرتبطة بالسمع بين الأشخاص من خلفيات متوارثة متنوعة.
ولكن من المعروف أن عوامل الخطر البيئية مثل التعرض للضوضاء وتدخين التبغ تزيد من خطر ضعف السمع، إلا أن الآليات الجزيئية الكامنة وراء هذه الارتباطات غير واضحة.
توسع الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة جينوم ميديسن (Genome Medicine)، من نطاق فهم جاهزية الشخص للتعرض لمشاكل السمع المرتبطة بالعمر.
حيث أخذ الباحثون عينات من حوالي 750 ألف بالغ وحددوا 54 نوع من أنواع المخاطر – بما في ذلك 12 نوعاً جديداً – يمكن أن تساهم في مشاكل السمع، إلى جانب ذلك، يمكن للتنظيم الهرموني أن يلعب دورا في الاختلافات بين مشاكل السمع لدى الرجال والنساء.
ومن خلال تحليل مجموعات الأصل المتعددة، أظهر الباحثون أن المخاطر متعددة الجينات الخاصة بمشاكل السمع مشتركة بين المجتمعات البشرية، كما حددوا أيضًا أن الجينات المشاركة في نمو الدماغ تتداخل مع الجنس والتلوث الضوضائي وتدخين التبغ فيما يتعلق بارتباطها بمشاكل السمع.
ويقول ريناتو بوليمانتي، الباحث الكبير والأستاذ المشارك في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ييل: تؤكد نتائجنا أن الدراسات الجينية واسعة النطاق هي بالفعل أدوات مفيدة لفهم علم الأحياء وعلم الأوبئة المتعلقة بمشاكل السمع لدى البالغين”، وبشكل عام، تساهم النتائج في تحديد الأهداف الجزيئية المحتملة لتطوير الأدوية ووضع استراتيجيات جديدة لتحديد كبار السن المعرضين لخطر فقدان سمعهم.
كما يمكن أن تؤدي هذه الدراسة إلى تغييرات في كيفية تقييم وعلاج كبار السن الذين يعانون من مشاكل في السمع، ومن الممكن أيضاً أن يضعف فقدان السمع عملية الاتصال والتواصل، والذي قد يؤدي إلى عزلة اجتماعية إلى جانب عواقب صحية ونفسية واقتصادية كبيرة، مما يؤثر سلباً على حياة المتضررين.