تُعتبر المرأة مرتين أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب بالمقارنة مع الرجل، بحسب ما ورد في كتاب La Depression Au Feminin لطبيبين نفسيين. فما السبب وراء هذه الأرقام المرتفعة بين النساء؟
ما معدلات إصابة المرأة بالاكتئاب؟
تُصاب نسبة 8 إلى 16 في المئة من النساء بين سن 18 و50 سنة بالاكتئاب في مرحلة ما، وترتفع هذه الأرقام بين الحوامل وبعد الإنجاب لتصل إلى 20 في المئة، وترتفع لتصل إلى 30 في المئة بين النساء غير المستقرات اجتماعياً. لكن مما يبدو واضحاً، لا يظهر الاكتئاب بالطريقة نفسها لدى الكل، بل يختلف بحسب الحالة، بحسب ما نُشر في Doctissimo.
ما أعراض الاكتئاب لدى المرأة؟
تكون أعراض الاكتئاب لدى المرأة متفاوتة. ومنها:
-زيادة معدل ساعات النوم
-زيادة معدلات الشهية
-ارتباك ونشاط مفرط أكثر من الكسل الذي يظهر عادة في حالات الاكتئاب العادية
ويُلاحظ أن هذه الأعراض تظهر في مواعيد منتظمة لدى المرأة إما شهرياً أو موسمياً، كما في الشتاء مثلاً، خصوصاً أن المرأة تتحسس بمعدل أكبر نتيجة التغييرات المناخية في درجات الحرارة.
لذلك، يجري البحث في هذ الاتجاه، لاعتبار أنه غالباً ما كانت الدراسات تتجّه نحو الرجل، فيما من المفترض التركيز على المرأة من اليوم للبحث في مجال ميلها للإصابة بالاكتئاب.
هل تُصاب المرأة أكثر بالاكتئاب لأسباب بيولوجية؟
في الدراسات التي تتعلق بميل المرأة للإصابة بالاكتئاب، يتمّ التركيز على الأسباب البيولوجية كالدورة الشهرية والإنجاب ومرحلة انقطاع الطمث. فهي من العوامل التي قد تؤثر على الصحة النفسية. على سبيل المثال تترافق مع الأعراض التي تسبق الدورة الشهرية مشاعر سلبية وإحساس مزعج يصيب النساء بنسبة 30 إلى 50 في المئة منهن. ويمكن أن تصل الأمور بالبعض إلى الأفكار الانتحارية التي تستمر، ثم سرعان ما تزول بعد يومين من موعد الطمث.
لكن لا يمكن الربط دائماً بين ميل المرأة إلى الاكتئاب والأسباب البيولوجية والهرمونات. فثمة عوامل أخرى تلعب دوراً أيضاً. هناك جانب ثقافي واجتماعي يجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضاً في حياة المرأة، مثل ظروف العمل والحياة الزوجية والعنف المنزلي والتحرّش في مكان العمل. فكلها عوامل تلعب دوراً في زيادة احتمال إصابة المرأة بالاكتئاب في مرحلة ما من حياتها.
كون المرأة أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب من المهمّ البحث في هذا الاتجاه أكثر بعد والغوص في هذا المجال، للتوصل إلى معالجة أكثر فاعلية. وقد تكون المقاربة الشخصية أو الفردية الأفضل للتوصل إلى معالجة أكثر فاعلية. على سبيل المثال، يتوافر علاج خاص باكتئاب ما بعد الولادة، وهو يعمل على مستقبلات محدّدة. لكن للتوصل إلى نتائج فضلى من المفترض إجراء التجارب على المرأة، وقد تؤثر التقلّبات الهرمونية لديها على النتائج. بحسب الاعتقاد الذي كان سائداً، في الواقع تبين أن ذلك يساعد في تحسين المقاربة العلاجية للمرأة