شعار ناشطون

كورونا في طرابلس مستشفيات تواجه حفلة جنون

25/01/21 12:17 pm

<span dir="ltr">25/01/21 12:17 pm</span>

محمد الحسن – لبنان 24

لم يصب الطرابلسييون حتى الساعة بالهلع من كورونا. وتدل محاولاتهم الدؤوبة على خرق الاقفال التام على ذلك. امس الاحد سير الجيش ومعه قوى الامن الداخلي دوريات منذ ساعات النهار الاولى عند كورنيش الميناء ووجهت الدوريات لدعوة رواد الكورنيش للعودة الى منازلهم والتزام الحجر المنزلي.
ولكن!!
لا يعني ذلك ان المستشفيات في طرابلس والجوار تعمل بهدوء وان عدد المصابين فيها بالوباء لا يزال قليلا، بل على العكس من ذلك فعدد المصابين مرتفع وعدد الوفيات ايضا، وكل المؤشرات تدل على ان المستشفيات في طرابلس، وكما هي الحال في مختلف المناطق، تواجه الفيروس بجيش ابيض في الخطوط الاولى دفاعا عن مجتمع لم يقدّر حتى الساعة خطورة الفيروس الداهم.
ومعلوم القول ان المستشفيات تحارب بشراسة. فمنها من الغى العمليات الباردة، ومنها من يمتنع عن استقبال المرضى العاديين والاصابات الطفيفة، ويوجهون النصح للناس “عالجوهم في المنازل”. فالكورونا في كل مكان وقد تنتقل العدوى لمريضكم.
ومع انتشار الوباء توجهت الانظار الى المستشفى الحكومي في طرابلس، الذي مكنه بعض الاهتمام الرسمي من رفع مستوى جهوزيته غير الكافية فعليا. فهو يحتاج الى دعم اضافي، وهذا بديهي، خاصة انه يقدّم الخدمات لطرابلس وزغرتا والبداوي وقسم من الكورة اذا لم نقل كلها.
عدرة

واليوم يقول مدير المستشفي ناصر عدرة  بعد عناء طويل واشهر مضنية، نعمل بطاقة شق الانفس، 16 سرير عناية فائقة كورونا، و32 سرير كورونا عادي، وبدأنا  العمل بخمسة اسرة عناية فائقة كورونا زيادة ليصبح اجمالي العدد 21 سرير عناية فائقة كورونا.
وردا على سؤال يقول عدرة: هناك عدد كبير من مستشفيات طرابلس أصبح يستقبل مرضى الكورونا، وهذا جيد ولكن الاسرة اصبحت ممتلئة بنسبة 90%  وخاصة اقسام العناية الفائقة،  اغلبية المستشفيات تم تجهيزها بالمعدات والتجهيزات اللازمة ولكن الكل يعاني من صعوبة تأمين اللوازم والمستلزمات الطبية وصيانة هذه التجهيزات بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، ونحن نأمل ألا نصل إلى مرحلة ان نرى المرضى في الممرات كما في بعض الدول.
وعما يحصل على مستوى تفشي الفيروس يقول: المطلوب من المواطنين إتخاذ الاجراءات اللازمة والضرورية لحمايتهم وحماية عائلاتهم. الفيروس خطر جدا نحن نخسر احبتنا.
هيكل
في المستشفيات الخاصة، لا يبدو المشهد هادئا. المسؤولون في هذه المؤسسات يشتكون، يشعرون كأنهم بصدد حفلة جنون، وانهم يتجهون الى السيناريو الايطالي، لم يصلوا لكنهم يكادون، يقول ريتشي هيكل، صاحب ومدير مستشفى هيكل، نحن شرعنا بالانجراف نحو كورونا اوقفنا الكثير من العمليات الباردة وغيرها. لا بد من تلبية متطلبات المصابين بكورونا، ولكننا ايضا وصلنا الى ماكان صعب المسير فيه، اننا نواجه الوباء ليست عبارة اعلامية انها حرب، ومن يصل الينا من المصابين لا يمكننا ان نوقف عنه العلاج، المسالة ليست مسالة خيار، نحن بشر لا سلطة لنا على مشاعرنا وانتمائنا الانساني ،من يقدر فعلا عن منع مصاب بالدخول في اي مستشفى من يقدر فعلا على ذلك؟
وردا على سؤال يقول هيكل نعيش كاننا في حمام مقطوعة مياهه. لا دولة حاضرة وهناك من يقوم بالسبعة وذمتها منذ اذار الماضي، وفي مؤسساتنا هناك كوادر تعمل بلا توقف منذ ذلك الوقت ايضا، انهم لا يرون عائلاتهم وهم ايضا يواجهون تحديات العمل على الاجهزة التي يفرضها الوباء  في هذه المرحلة وهم يحتاجون للوقت للتدرب وهاجسهم الاستمرار بالعمل ووضع المرضى وحماية انفسهم، انهم متعبون جراء الجهد الجسدي والضعف النفسي، هم يواجهون الموت من جهة وهاجس تحييد عائلاتهم.
وعن الاكلاف وما يثار عن تقاضي المستشيفات الخاصة لمبالغ كبيرة يقول : لعبة الدولار تنهكنا، المواطن يدفع معنا نعم ولكننا ندفع ايضا، الثمن كبير جدا.
اخيرا نقول اننا امام واقع مؤلم يفرض على كل المؤسسات ان تعمل ان تواجه، والسؤال اليوم كيف ستستمر؟ الى متى؟ هل يمكن للاقفال ان يريح القطاع وهل سيتمكن اللقاح من اعادة العقارب نحو الهدوء ؟ سنرى! ان غدا لناظره قريب.
تابعنا عبر