
قامت وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي بأول زيارة ميدانية تربوية لمدرسة رسمية ومدرسة خاصة في طرابلس، يرافقها وفد استشاري وإعلامي، في إطار مواكبة العملية التعلمية عن قرب، والاطلاع على المسار التربوي السائد في المدارس، ولقاء المجتمع التعلمي عن قرب وسماع هواجسه وتحدياته.
بدأت الزيارة من مدرسة التربية الحديثة الرسمية في منطقة أبي سمراء في طرابلس، وكان في استقبالها رئيس المنطقة التربوية في الشمال نقولا الخوري، ومديرة المدرسة صفاء الزيلع في حضور رئيس بلدية طرابلس رياض اليمق ولجنة الأهل في المدرسة، والهيئة الإدارية والتعليمية وما يزيد عن ثمانمئة تلميذة، حيث أنشدت الوزيرة مع جميع التلميذات النشيد الوطني كاملا، ثم التقت لجنة الأهل واطلعت على هواجسها وآلية تعاونها مع المدرسة.
ثم زارت الصفوف وتحدثت إلى التلميذات النشيطات تربويا وعلميا وثقافيا، وتسلمت منهن رسوما وهدايا وأعمالا فنية، ونوهت بأهمية العمل المنجز من جانب الهيئة التعليمية بمختلف الابعاد: العلمية المعرفية والسلوكية والمهاراتية، وأشادت بالمديرة القيادية وما تنجزه من مبادرات تطويرية مع فريق عملها.
بعد ذلك، انتقلت الى قاعة المسرح، واستمعت إلى أسئلة التلميذات وهواجسهن، وأجابت على أسئلتهن التي تعكس نضج هذا الجيل من المتعلمين، وعبرت عن تقديرها لمستواهن المرموق. كما شاهدت فيديو عن الأنشطة المدرسية، الذي اختصر مجموعة من الإنجازات التي حققتها المدرسة سواء على الصعيد الداخلي عبر النضج المعرفي للتلميذات، او على الصعيد الخارجي من خلال الكم الكبير من الجوائز التي احرزتها الطالبات في مناسبات علمية منوعة داخل وخارج لبنان.
واكدت الوزيرة كرامي ان “الوزارة تعتز بمستوى هذه المدرسة، وخصوصا انها بجودة خدماتها اصبحت تشكل خيارا أمام العائلات التي تقبل عليها”، وعبرت عن أملها بأن “تثبت المدرسة الرسمية جودة عملها في كل لبنان على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن”.
وشكرت للمديرة والهيئة التعليمية تفانيهم وعلى الاستقبال وعلى عنايتهم بالمتعلمين وسهرهم على جودة التعليم .
روضة الفيحاء
ثم انتقلت الوزيرة كرامي والوفد إلى مدينة طرابلس حيث زارت مدرسة روضة الفيحاء التي نشأت في صفوفها واكتسبت منها محبة العلم، وكان في استقبالها مدير المدرسة أحمد شاهين ورئيس جمعية مكارم الاخلاق عبد الحميد كريمة ورئيسة جمعية رعاية الطفل سمر زيني بركة وأعضاء مجلس الأمناء والهيئة الإدارية وقدامى المدرسة الذين قضت معهم سنوات الدراسة .
وبعد إنشاد النشيد الوطني من جانب كورال المدرسة، عقد لقاء موسع في مكتب الإدارة تم فيه تكريم الوزيرة والتعبير عن فخر المدرسة بها كخريجة مميزة استطاعت ان تشكل علامة فارقة في مسارها ومسيرتها، توجت باستلامها حقيبة التربية.
بعد ذلك، تم عرض المشاريع المتقدمة للمدرسة تربويا وتقنيا، ثم كانت جولة على الصفوف وعلى مرافق المدرسة وملاعبها وتجهيزاتها، خصوصا القسم المستحدث في المدرسة والخاص بالعناية بالمتعلمين من ذوي الاحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية .
كذلك عقد لقاء مع تلامذة المدرسة في المسرح، حيث أجابت عن أسئلتهم الكثيرة والمتنوعة والتي شملت المناهج والامتحانات والتكنولوجيا والتطلعات نحو المستقبل. وأكدت الوزيرة للتلاميذ أن مسيرة تطوير المناهج التربوية بدأت قبل تسلمها المسؤولية، وهي مستمرة في المركز التربوي بالتعاون مع الوزارة والقطاع التربوي الخاص .
وعبرت عن تقديرها للمستوى الذي حققته هذه المدرسة المميزة والعزيزة على قلبها، والتي تشتاق اليها وتتابع تألقها .واكدت ان روضة الفيحاء بإدارتها البعيدة النظر، تؤسّس لجيل واع يعتز بهويته الوطنية لكي يلعب دوره في النهوض بالوطن، وهنأت الإدارة والتلاميذ بالذكرى الثمانين لتأسيس روضة الفيحاء، وهي اليوم مفخرة بين المدارس الخاصة في لبنان.
واكدت الوزيرة أهمية المعلمين في تأهيل التلامذة للمستقبل، مشيرة إلى انها تذكر بكل فخر معلماتها ومعلميها، وعبرت عن تقديرها الكبير لمسيرة روضة الفيحاء وما حققته في طرابلس كنموذج تربوي مختلف ومتقدم، يستوجب العناية به ليسهم في تطوير مجتمعها المحلي والوطني.
وُضع نصب على مدخل المدرسة يحمل اسم الوزيرة وتاريخ تخرجها من المدرسة، عربونا غاليا لتلميذة تركت اثرا لا يمحى. وزرعت الوزيرة شجرة في كل مدرسة دلالة رمزية للاستدامة، كنبتة مثمرة تحتاج لعناية دائمة كي تستمر في طرح نتاجها من العلم والمعرفة