استقبل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد الرئيس الاميركي دونالد ترامب، في قصر الوطن في العاصمة أبوظبي الذي يستضيف القمم واللقاءات الرسمية الرفيعة بين قيادة الدولة وضيوفها من الملوك والرؤساء، وتعقد فيه جلسات المجلس الأعلى للاتحاد واجتماعات مجلس الوزراء.

 

يضيء القصر الواقع في المجمع الرئاسي الذي تبلغ مساحته 380 ألف متر مربع، على تاريخ هذه الدولة التي صارت نموذجاً لقصص النجاح، ويستعرض إرثها الثقافي والمعرفيوهو يعد أكبر القصور الرئاسية في الدولة. استغرق بناؤه ثماني سنوات وافتتح عام 2018 صرحاً حضارياً وثقافياً عبر أجنحته التي تضم مجموعة من التحف والمخطوطات التاريخية التي تسلط الضوء على المساهمات الإماراتية والعربية في مختلف المجالات الحضارية من علوم وفنون وآداب.ويعكس قصر الوطن التراث المعماري العربي، برؤية معاصرة تتناسب مع القرن الحادي والعشرين، ويتميز بالأنماط والزخارف والأشكال الهندسية والألوان المستوحاة من طبيعة المنطقة، وبنيت واجهته من الغرانيت الأبيض والحجر الجيري الذي يدوم مئات الأعوام.واستخدم فيه 5 آلاف شكل هندسي وطبيعي ونباتي متنوع مستوحى من طبيعة المنطقة. أبوابه مصنوعة من خشب القيقب الصلب الذي اختير لمتانته ولونه الفاتح، كما أنها محلاة بالذهب الفرنسي عيار 23 قيراطا، ونقشت الرسوم عليها يدوياً، واستغرق صنع كل باب 350 ساعة

 

يتيح القصر الفرصة للتعرف على التقاليد والثقافة التي شكلت دولة الإمارات. يتألف من أجنحة عدة، بينها جناح بيت المعرفة الذي يضم المساهمات العربية في مجال المعرفة الإنسانية في عصر التنوير، إضافة إلى أول خريطة عصرية للجزيرة العربية من عام 1561 التي رسمها الإيطالي جياكومو جاستالدي، من خلال استخدام المعلومات التي جمعها المستكشفون البرتغاليون ويعتقد أنها أول خريطة تحمل اسم إمارة أبوظبي.

 

 

 

ويضم الجناح أيضاً قاعة المعرفة ومكتبة القصر التي تحتوي على أكثر من 50,000 كتاب، بينها 1900 كتاب نادر، إضافة إلى 16 مليون مادة متنوعة يمكن الوصول إليها إلكترونياً من أي مكان داخل دولة إمارة أبوظبي.ويضم القصر أيضاً جناح الهدايا الرئاسية الذي يضم مجموعة من الهدايا الرئاسية والديبلوماسية المقدمة إلى دولة الإمارات، وجناح المائدة الرئاسية التي يتم فيها تقديم الولائم في المناسبات الرسمية، الى جانب قاعة روح التعاون المهيأة لاستضافة الاجتماعات والقمم الرسمية المهمة. وتضم هذه القاعة واحدة من أكبر الثُريات حول العالم، إذ يبلغ وزنها 12 طناً وتتكون من 3 طبقات، وتحتوى على 350 ألف قطعة من الكريستال.

 

ويبرز خلال زيارة القصر مجلس البرزة، المستوحى تصميمه من الإرث الإماراتي العريق، والذي تعقد فيه اللقاءات الاجتماعية لمناقشة سائر الأمور المتعلقة بشؤون البلاد، وهي أكبر قاعات القصر بعد القاعة الكبرى، وتتسع لاكثر من 300 ضيف