
بقلم الكاتب صفوح منجّد
فوجىء اللبنانيون ليل أمس بقرار مجلس الوزراء عقد جلسته القادمة في ثكنة بنوا بركات في صور يوم السبت القادم، مما ترك مجموعة كبيرة من التفسيرات وردود الفعل حيث تساءلت مراجع عديدة من المتابعين والقيادات المعنية عن الأسباب الكامنة لهذا القرار سيما وأنه سيناقش التدابير التي سيتخذها هذا المجلس في ضوء ما سيتم بحثه من تطورات ومواقف.
وكانت خروقات العدو الإسرائيلي لإتفاق وقف إطلاق النار بلغ ذروته إبتداء من مساء الإثنين، والعجيب أن الإسرائيليين أبلغوا “البيت الأبيض” إلتزامهم بالهدنة!! في حين أنهم يمارسون لعبة خطيرة. مشيرة إلى أن “أموس هوكستين” أجرى إتصالات مع الإسرائيليين، وفي الوقت نفسه أكد جيش العدو إلتزامه بالتفاهمات، إلآ أنه لوّح بمواصلة الغارات، فيما هدّد وزير الحرب يسرائيل كاتس بأنه إذا إنهار إتفاق وقف إطلاق النار (غير الموجود) فلن يكون هناك تسامح مع الدولة اللبنانية؟
لذلك باتت الكرة في ملعب الدول الضامنة، ولاسيما الولايات المتحدة وفرنسا اللتين عليهما تفعيل عمل لجنة المراقبة الخماسية تفاديا لسقوط الهدنة.
وفي هذا السياق عيّن الجيش اللبناني العميد إدغار لوندس قائد قطاع الجنوب اللبناني ليمثّل لبنان في لجنة المراقبة، كذلك نقلت المصادر اللبنانية المعنية بالملف أنه تمت تسمية الجنرال (غيوم بونشان)عضوا فرنسيا في لجنة المراقبة مشيرة إلى أنه سيصل إلى بيروت اليوم، على أن تعقد اللجنة أولى إجتماعاتها الخميس المقبل. وعلى صعيد متصل ثمّة زيارة مرتقبة سيقوم بها وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكونو إلى بيروت.
وفي موقف فرنسي – سعودي مشترك أكد الرئيس إيمانويل ماكرون والأمير محمد بن سلمان في الرياض أنهما سيواصلان الجهود الديبلوماسية الرامية إلى تعزيز وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. ومن جهتها رأت الولايات المتحدة في مواقف للبيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع (أن الهدنة صامدة وأن آلية مراقبة وقف النار تؤدي مهامها رغم بعض الحوادث.
على صعيد آخر يستعد الجيش السوري لمعركة كبرى على أراضيه ضد الجماعات المسلحة، ونجح في وقف تقدمها وأبعدها عن مناطق عِدّة في ريف حماه، كما تقدمت وحدات الجيش في ريفي حماه وحلب وتصدّت لهجوم شنّه مسلحو (قسد) بغطاء أميركي في ريف دير الزور.
وفي سياق متصل تراجعت نسبيا الخروقات العسكرية الإسرائيلية، لكن الضغط على لبنان مستمر. وأكّد بنيامين نتنياهو أن إسرائيل في حالة وقف إطلاق نار مع حزب الله وليست في نهاية الحرب، فيما وزير الدفاع الإسرائيلي دعا الجيش اللبناني إلى فرض وقف إطلاق النار وإبعاد حزب الله عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية، مهددا أنه إذا إنهار إتفاق وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك تسامح مع الدولة اللبنانية.
لذلك فالتصعيد الإسرائيلي مستمربشكل أو بآخر، فيما الإستهدافات الأمنية لحزب الله لم تتوقف، وقد وصلت إلى طريق دمشق الدولي حيث تمّ إغتيال سلمان جمعة المسؤول عن ملف حزب الله مع الجيش السوري، والملاحقة الأمنية الدقيقة لقياديي حزب الله ولتحركات الحزب هي التي دفعت نتنياهو إلى القول (أن إسرائيل تطبق وقف إطلاق النار بقبضة من حديد).
وعلى الصعيد اللبناني فإنّ ملف الإستحقاق الرئاسي بدأ يفرض نفسه بقوة، وهو ما يتجلى من خلال إجتماع المعارضة في معراب حيث تم التشديد على أن تكون جلسة التاسع من كانون الثاني مفتوحة بدورات متتالية حتى إنتخاب رئيس الجمهورية.
توازيا المعارك في سوريا مستمرة، والجديد الضغط الذي تمارسه هيئة تحريرالشام والفصائل المعارضة لإسقاط حماه بعد إسقاطها حلب وسيطرتها على درعا، فها تنجح في ذلك، ما يفتح الطريق إلى حمص وصولا إلى دمشق؟؟
وكذلك كان الموقف العراقي الذي ألمح إليه رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني في إتصال مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فما يجري في سوريا يمس الأمن القومي العراقي كما قال.
وفي هذا الإطار يؤكد الإعلام الرسمي السوري أن الجيش إستعاد المبادرة ويعزز خطوطه الدفاعية تمهيدا للإنقضاض على الإرهابيين (كما يصفهم) وتجزم المنصات التابعة للمجموعات المسلحة، بأن البلدات والقرى تتهاوى (أمام جحافلها) من دون أن تلقى مقاومة تُذكر.
ووفق مصدر أمني في شرق سوريا ومصدر في الجيش السوري، فإن الضربات الجوية إستهدفت أيضا جماعات مسلحة مدعومة من إيران، وتدعم قوات الحكومة السورية في المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية.