من الصحف
فصائل مسلّحة تتبع “محور الممانعة” تنتشر في الجنوب… ريفي لـ”النهار
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:”عاد لبنان ساحة ومنصّة لتلقّف تداعيات حروب المنطقة وأزماتها السياسية والعسكرية، وتحديداً حرب غزة حيث اشتعلت جبهة الجنوب ربطاً بالميدان الغزاوي. والسؤال المطروح: هل عادت الفصائل الفلسطينية والتنظيمات من كل حدب وصوب إلى الجنوب؟ الامر الذي يولّد مخاوف وقلقاً لأن التجارب الماضية مريرة، إذ سيطرت هذه الفصائل على قرار الدولة، ما أدى لاحقاً بعد حروب وأزمات وخلافات، حتى بين هذه الفصائل والتنظيمات، إلى قيام اسرائيل باجتياح لبنان عام 1982 لتطرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، وتسيطر ميليشيات أخرى تابعة لها، مما أزّم الأوضاع أكثر فأكثر، إلى أن جاءت “حرب التحرير” وعادت الأمور إلى نصابها، لكن “حزب الله” ظل يُمسك بزمام الأمور في الجنوب والبقاع ومختلف المناطق اللبنانية، فهو الآمر الناهي.
أما السؤال الآخر فهو: أي تنظيمات فلسطينية وسواها موجودة في الجنوب وما دورها؟ هل تملك السلاح والعتاد والقدرة على مواجهة إسرائيل، أم أنها تخضع لإمرة “حزب الله” أو تلقى دعماً من إيران؟
مصادر سياسية متابعة تؤكد لـــ”النهار” أنه “بعد اندلاع حرب غزة انتشرت كتائب القسام والجماعة الإسلامية في الجنوب من خلال وحدات عسكرية وصاروخية، من دون إغفال ان العلاقة بين حركة حماس وحزب الله تحالفية وثمة تنسيق ميداني قبل الحرب في غزة، إذ سبق لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أن زار لبنان أكثر من مرة والتقى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وتفقّد المخيمات الفلسطينية ووحدات من كتائب القسام المنتشرة في بعض المناطق اللبنانية، وثمّة من يشير إلى مخيمات تدريب، إضافة إلى الجماعة الإسلامية التي لها كتيبة قد لا تكون أساسية”.
وفي معرض الحديث عما يجري على الحدود الجنوبية تلفت المصادر الى انتشار لفصائل مسلحة مع “حزب الله” القوة الضاربة، مشيرة الى تواجد “حمساوي” مهم، إلى جانب “الجهاد الإسلامي” والحزب السوري القومي الاجتماعي، بينما يغيب الحزب الشيوعي اللبناني الذي يُعتبر من أبرز رموز المقاومة الوطنية، وثمة بلدات وقرى تسمى “موسكو” كحولا وكفررمان، “لكن للحزب اعتباراته وظروفه، وعلى لسان كبار مسؤوليه فهو لا يملك السلاح النوعي أو الإمكانات اللازمة، لكنه يقول إنه في حال حصل اجتياح إسرائيلي فسيتصدى له كما كانت الحال في محطات كثيرة من 1978 وقبلها، إلى الاجتياح الإسرائيلي، حيث سقطت له كوكبة من الشهداء، إنما لم يتواجد في الجنوب إلى جانب الفصائل التي تأتمر بحزب الله ومدعومة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
أما عن مراقبة هذه الفصائل وكيف تدخل، فتؤكد المصادر أن “لا رقابة ولا من يحزنون، إذ لا تواجد للدولة وليس لديها معلومات ومعطيات حول من يدخل ومن يخرج، باعتبار ان السلاح موجود وثمة قوافل تذهب وتأتي إليه من دون حسيب أو رقيب، بدليل الانتشار السريع لبعض الفصائل الفلسطينية التي أدخلت سلاحا نوعيا عبر طريق دمشق ومن مخازن في البقاع الشمالي وبيروت… فيما الدولة غائبة لاعتبارات كثيرة إذ ليست لديها القدرة على منع أي عملية قد تحصل من لبنان أو إدخال السلاح لهذا الفصيل وذاك، فالجميع يأتمر بحزب الله وهو من يقود الحرب، والقوى المتواجدة في الجنوب يمكن تسميتها الحليف الأساسي له ولإيران، وبمعنى أوضح ان الأحزاب اليسارية والعقائدية التي كانت تنضوي في إطار المقاومة الوطنية لم يعد لها الدور والحضور، والقوى الأصولية هي التي يطغى وجودها على ما عداه بما فيها الفلسطينية خلافاً لما كانت عليه في حقبة السبعينات والثمانينات إلى حين الاجتياح الإسرائيلي، حيث كانت منظمة التحرير أو حركة فتح تسجل الظهور الأبرز في الجنوب”.
في السياق، يقول النائب اللواء أشرف ريفي لـــ”النهار”، إن إيران “هي التي تتواجد في الجنوب، وليس هناك أحزاب يسارية وعقائدية كما كانت الحال في السابق، بل شبيه العراق عبر الحشد الشعبي والحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وتوابعه من الفصائل العسكرية الذين يسيطرون على الوضع في الجنوب من خلال المقاتلين والأسلحة المتطورة، علما ان للجيش اللبناني دوره وحضوره وهو قادر على حفظ الأمن، إنما جميعنا يدرك ماذا حصل في مراحل سابقة، وحادثة كوكبا لاتزال ماثلة للعيان. والسؤال من الأساس: هل يسمح حزب الله بانتشار الجيش في الجنوب؟ هذا ما لا يريده قطعاً لأنه يتبع لولاية الفقيه التي تقود العمليات في غزة والجنوب، فحماس تقاتل وطهران تقبض الثمن، والأمر عينه في لبنان، حيث الجبهة مشتعلة على التوقيت الإيراني، وقواعد الاشتباك بدأت تخرج عن مسارها، وأتوقع الأسوأ في هذه المرحلة ربطاً بمجريات الأحداث وتطوراتها وخصوصاً بعد عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية”.
ويخلص النائب ريفي الى ان “الدولة في ظل ظروفها الراهنة، ليس لديها القدرة على أن تضبط الوضع وتمنع هذا الفصيل أو ذاك، ولأن حزب الله هو الآمر الناهي ولديه فائض القوة ويفعل ما يشاء، وكل القوى المتواجدة عسكرياً هي تحت إمرته وتمويلها وسلاحها من إيران، ما يعني ان ثمة حالة إقليمية على الأراضي اللبنانية، ومن الطبيعي ان ذلك يقوّض الأمن والاستقرار في البلد من خلال الدويلة التي تبسط سيطرتها على حساب الدولة ومؤسساتها، وأخشى أن يؤدي ذلك إلى تداعيات سلبية في ظل ما يمر به لبنان راهناً”.