شعار ناشطون

غوغل يحتفل بإيتيل عدنان

15/04/24 05:00 pm

<span dir="ltr">15/04/24 05:00 pm</span>

يحتفل غوغل بالشاعرة والكاتبة، إيتيل عدنان (1925 – 2021) وهي “حالة خاصة” لا يشبهها أحد، وكانت “المدن” نشرت ملفاً خاصاً عن حياتها وفنها وشعرها.

 

ولدت في بيروت العام 1925، والدها كان عربيًا دمشقيًا مسلماً وضابطاً عثمانياً، وأمها يونانية مسيحية من مواليد إزمير، مما أدى إلى تنقل إيتيل المستمر بين التركية واليونانية والعربية والإنكليزية وخصوصًا، الفرنسية، التي صارت لغتها الأولى مع غياب العربية عن منزلها ومنع الانتداب لممارستها في المدارس اللبنانية.

 

تركت ايتيل عدنان بيروت، إلى باريس، في سن الرابعة والعشرين، لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون بباريس، تحديداً، فلسفة الفن، ثمّ تابعت تحصيلها العلمي في الولايات المتحدة الأميركية، حيث درّست الفلسفة لاحقاً في جامعة بيركلي. انتقلت إيتيل إلى بلدة سوساليتو، كاليفورنيا، مستمرة بالكتابة بالفرنسية، بالتزامن مع اندلاع الثورة الجزائرية ومعها مشاعر العروبة لديها. أوائل الستينيات، بدأت إيتيل تشعر بأن كتابتها بالفرنسية تضعها على الجانب الخطأ من التاريخ، لكن لغتها العربية لم تكن قوية كفاية كي تكتب بها. “حلَ مشكلتي شيء غير متوقع”، قالت لاحقًا، “لم أعد بحاجة أن أكتب بالفرنسية بعد الآن، سوف أرسم بالعربية”. بل ترى نفسها “شاعرة عربية في اللغتين الإنكليزية والفرنسية، وهذه مشكلة أعيشها، وهي بلا حلّ”… وما اعتبر سمة “طفولية” في ابداعاتها المختلفة هو في معناه نقيض “السينيكية” (أو ما يسمى بالعربية “الكلبية”) كما قال مدير المتحف اللندني الذي عرض أعمالها، و”أوكسيجين صافي في عالم مليء بالحروب”.

 

تسأل: “هل أشعر بأنّي منفيّة؟ نعم. إنّي أشعر بذلك. إلّا أنّ هذا الشعور غائرٌ، وقد استمرّ طويلاً، بحيث بات طبيعتي، ولا أستطيع القول إنّي اتعذّب كثيراً بسبب ذلك. بل ثمّة لحظاتٌ أشعر فيها بالسعادة لذلك. الشاعر هو الطبيعة الإنسانيّة في أصفى أشكالها، قبل أيّ شيءٍ آخر. لهذا فالشاعر إنسانيٌّ، مثلما السيّارة سيّارة، أو شجرة الكرز شجرة كرز. كلّ أمرٍ آخر «يلي». كلّ أمر آخر مهمّ، لكنّه قد لا يكون مهمّاً أحياناً. الشعراء متجذّرون عميقاً في اللغة وهم يتجاوزون اللغة أيضاً ظلّت العربيّة جنّتي المحرّمة. أنا في الآن ذاته غريبة عن الأرض ومن سكّانها الأصليّين، غريبة عن لغتي الأمّ وابنتها. يقول لنا هذا القرنُ مرّات عديدةً أن نبقى على حدة، أن نصرم كلّ الرّوابط، ألّا ننظر إلى الخلف أبداً، وأن نمضي لاحتلال القمر. وهذا ما حقّقتُه. هذا ما أحقّقه”.

 

ولذلك كانت “مشرقية” بأكثر من معنى، مزجت في شخصها تجاور البلدان والديانات، واختارت أن تكون علمانية، رافضة للاستعمار والهيمنة والقومية، ومنحازة لكل قضايا التحرر، فيحضر في أعمالها لبنان، والجزائر وفلسطين والعراق، وصولاً إلى فيتنام.

 

من أعمالها: خمس حواسٍ لموت واحد (1971) والهندي ليس له حصان (1985) ويوم القيامة العربي (1980) و27 أكتوبر 2003 (قصيدة كتبتها بالفرنسية بعد الغزو الأميركي للعراق). وروايتها الأشهر “الست ماري روز” التي تتناول الحرب الأهلية اللبنانية (1978).

 

لزمت ايتيل عدنان، باريس، في سنواتها الأخيرة بعدما أتعبها المرض، رفقة شريكة حياتها الفنانة سيمون فتال، حتى وفاتها.

تابعنا عبر