صدق جبران فقد عاد الحريري
تجدّد في الآونة الأخيرة إشكال المنظومة السياسيّة الحاكمة فيما بينها و بقطبيها العهد و المُكلّف، و في تطوّر جديد حرّك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمود السياسي بإتصال مع رئيس الجمهوريّة ميشال عون أكّد من خلاله الأخير رفضه التّام لعودة الرئيس المُكلّف سعد الحريري إلى السراي الحكومي و تشكيله للحكومة، و عليه أبلغ الرئيس الفرنسي الحريري بقرار عون.
قرار فخامته و كما هو معلوم مرتبطٌ بشكل تام بالزعيم البرتقالي جبران باسيل الذي يجمعه مع صديقه السّابق سعد الحريري عداء سياسي شخصي قال فيه الأخير “ما حدا بيقدر يتحمّل جبران” و لكن ربّما يصدق كلام جبران الذي قال يوماً عن الحريري “ذهبت بعيداً لكنك سترجع، لكن الفارق أن طريق العودة ستكون أطول وأصعب عليك”، وبحسب المعلومات صدق جبران!!
فبعد أن علِم المُكلّف أن لا حكومة دون التوافق و الإتفاق مع زعيم الأغلبية المسيحيّة النيابيّة التي كان له (الحريري) الدور الأساسي بوصولها إلى مجلس النوّاب بعد انتخابات عام ٢٠١٨ أرسل الحريري موفداً منه إلى باسيل و هو السيّد علاء الخواجة لمفاوضته على الحقائب و لتذليل العقبات ليصل بها الزعيم الأزرق مجدّداً و بأسرع وقت ممكن إلى السراي الحكومي.
إذاً عاد الحريري و نعم كان الفارق أنّ طريق العودة “أطول عليه” و لكنّ هل سيكون صعباً كما وعد جبران أم سيكون سهلاً؟؟ فإن كانت تنازلات الحريري ستُغري صاحبه الذي يُعاني من عقوبات أميركيّة و من انحلال شعبيّ في الشارع قد تكون فعلاً سهلة، و السهل دائماً لدى “بيّ السُنّة” هو تنازل جديد على مذبح طائفته التي أصبحت لا تنتظر منه سوى الخذلان و الإنبطاح، طائفةٌ قال فيها نائب رئيس تيار المستقبل “تفتقر للقيادة”!!