شعار ناشطون

حكومة القيامة، وإنهيارالقيم…

13/07/21 02:47 pm

<span dir="ltr">13/07/21 02:47 pm</span>

بقلم الدكتور عامر سنجقدار

نتعرى يوما بعد يوم من كل هاتيك المبادىء والشعور بالظلم والظلامة، نتعرى من أبسط شعور بانسانيتنا نفقد فيه الحسّ المجبول بكل أمر فيه خير أو طيبة ورأفة، لنتباهى بأرذل شعارات مطلبية دنيئة أكل الدهرعليها وعاث فسادا ورمى بقاياه في مزابل التاريخ الأسود. نستحضرها بلا حاضر، نتلطى خلفها وهي واهية، نزعم الحفاظ عليها وهي بالية، نستدركها ونستلهمها وهي فاقدة الأهلية أساسا والحياة.

ثالث أكبر انفجار في التاريخ الانساني، تداعت له الأمم من هول الكارثة إلا أهل ومسؤولي الحدث الثالث، تسارعت المشاعر الانسانية تقدم خدماتها من شتى أقطار المعمورة، وزمرة تجارنا قد أتاهم الفرج الجديد في السوق الجديدة وبسلعة أممية، لم نر فيهم الضمير الحي من أدرك حسّه وتناسى نفسه ومركزه وأنانيته واستغلاله أمام فاجعة غيرعادية وإستتباعات أفظع.

أيام معدودات وندنوا من عام مأساوي على جميع الأصعدة، شهداء وقتلى مغتالين مظلومين وجرحى مكلومين وانهيار تام لكل منظومة إدعت زورا وبهتانا غيرتها الوطنية التسلطية على مجتمع أمعنوا في النيل من اقتصاده وكرامته وانسانيته ليتلطوا تحت عباءات بالية تشف ما تحتها من رذالة ودرن.

الفاجعة كبيرة والمصاب جلل، والأفظع هي بمن أوكلوا لأنفسهم أمر الناس من ساسهم لرأسهم، قد إنعدمت انسانيتهم بين أروقة المصالح الخاصة الشنعاء، فلا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا ولا ولا… ولا ضميرحتى إن أدركوه.

سياسة الترقيع هي إمعان في الفساد والتجويع، كلهم لهم دكاكينهم يوزعون القرارات الخرقاء على ما تبقى من شعب غائب عن نفسه أو مغيب، يطالبونه بحقوق مستحقة لتجارهم في رفع القيمة المادية وجميع أنواع السلع -الموجودة المستترة- ولا حق للمواطن والموظف الذي أبقي على حال راتبه دون أي تغييرأو تعديل، وهذا أيضا في ميزان عدالتهم الحكومية، الى جانب تراقص العملات الأجنبية من جهة أخرى على المنصات الداخلية والخارجية مع جوقات التهريبات المنظم برا وجوا وبحرا، لتستكمل مسرحيات الذل والهوان على أرض مغتصبة من بضع بنيها. لقد بتنا مضرب مثل يدرّسُ في الكتب عن أسوأ أنواع الفساد والمفسدين وأحطّهم قدرا.

وها هي حكومة القيامة، والمطالبات العاجلة بتأليفها ظاهرا وما خفي كان أعظم، لتدور في حلقات مفرغة ضمن المقترحات والمبادرات الداخلية والدولية، والتراشقات الاعلامية حول أحقية فلان أو أرقام وأشكال، وحرصا على توازنات وطنية وحفاظا على السلم الأهلي واستمرار الكينونة الوطنية في البلاد.

صراعات تستحق أن نقف بكل شفافية أمام هذا المشهد السياسي مترافقة مع السهرات الغناء بين أزقة المطاعم والمقاهي العامرة بهم والشاليهات واليخوت وحفلات أعياد الميلاد والسمر، وبين مشهد الرابع من أغسطس آب من العام المنصرم وواقعية المواطنين الأحرار الشرفاء وبكل كرامة وعزة قضوا وجرحوا ونكبوا بكل وطنية خالصة، جمعهم الوطن على واقع تراب أرضه، هؤلاء هم من سطروا معنى القيم الوطنية، أمام من خذلوا أنفسهم وتعروا من أي قيم….

 

عامر سنجقدار

تابعنا عبر