شعار ناشطون

حظوظ الجنرال جوزاف عون باتت هي الأقرب توغلات وأعمال تفجير تنفذها إسرائيل في الجنوب وصفا يعود إلى لغته الخشبية ويرفع لاءاته في وجه الدولة

06/01/25 02:17 pm

<span dir="ltr">06/01/25 02:17 pm</span>

 

بقلم الكاتب صفوح منجّد

باشرت القوى السياسية والحزبية في إحتساب الفترة المتبقية للمباشرة في إجراء الإنتخابات الرئاسية، بالساعات والدقائق، وليس بالأيام والأسابيع، فاللقاءات والإجتماعات والمواقف تعززت وتعددت في الأوساط النيابية والسياسية إلى جانب إستمرار توافد العديد من المسؤولين والوفود العربية والدولية للمشاركة في المحادثات الجارية لتقريب وجهات النظر من جهة أو لإزالة بعض العراقيل والخلافات بين كبار المسؤولين، وتناولت بصورة خاصة العمل على تقليص عدد المرشحين وإقناع البعض منهم بالإنسحاب لصالح هذا المرشح أو ذاك، أو لبذل الجهود المطلوبة في الساعات الأخيرة لإقناع بعض المترددين بوجوب الإنخراط في العملية الإنتخابية ترشحا أو دعما، الأمر الذي ساهم في إعلان العديد من القوى السياسية وبصورة خاصة النائب اللواء أشرف ريفي بوجود إحتمال كبير لإنتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية.

فأسماء المرشحين تكاد تكون معروفة بمعظمها والعمل ما يزال يجري لتأمين إنسحاب البعض منهم لصالح البعض الآخر، أو لكي يتم ضبط عملية الإقتراع و”الحيلولة” دون أي خضّات أو مفاجآت ليست بالحسبان.

وسُجّل مغادرة الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان بيروت على متن طائرة خاصة ومعه حصيلة متأرجحة وغامضة!! إلآ إذا فكّ رموزها الرئيس نبيه بري في إجتماعه القادم في غضون ساعات مع أموس هوكستين “عرّاب البحر والبر ورمال ساحة النجمة”.

ويبدو في هذا المجال أن فاتورة هوكستين كانت كبيرة حيث سيُحيل المطالب إلى مكاسب يحصل عليها رئيس مجلس النواب في مجالات عدّة إعماريا وسياسيا ودبلوماسيا.

وإلى حين دفع الحساب فإن الأصوات لقائد الجيش لا تزال بلا مكونها “الشيعي” مع وعد غير محسوم من المكوّن المسيحي المتمثل بالقوات اللبنانية. أما نواب المعارضة والذين إجتمعوا مع بن فرحان فقد رحّلوا إعلان مرشحهم إلى إجتماع حاسم يُعقد في الساعات القادمة.

وقال النائب مارك ضو بالمناسبة: أن قائد الجيش هو أحد الأسماء الاساسية التي يتجه إليها نواب المعارضة. وعن الإجتماع مع الموفد السعودي أوضح النائب إبراهيم منيمنة “ان الأمير يزيد بن فرحان لم يطرح أسماء رئاسية أمامنا وما سمعناه منه عن الموقف السعودي الرسمي هو أن النقاط الإصلاحية هي أساسية للتعامل من دولة إلى دولة وضمنا تطبيق القرار 1701 وإلتزام وقف إطلاق النار وحصرية السلاح وتطبيق الطائف بشكل كامل، وتنحصر هذه المزايا بمرشحين محددين يتقدمهم جوزاف عون ولكن الباب لم يُغلق على مقايضة او ما يُعرف ب”الطبخة” التي يلعبها الرئيس بري يوم الخميس.

وحتى إشعار آخر يبقى الملفان الرئاسي والجنوبي هما الإستحقاقين اللذين تقاسما المشهد ويجتذبان الإهتمام ليس المحلي فقط بل الإقليمي والدولي.

في الشأن الجنوبي توغلات وأعمال تفجير وتخريب لمنازل وممتلكات وبنى تحتية ينفذها جيش الإحتلال في أكثر من بلدة حدودية في إنتهاك واضح لإتفاق وقف إطلاق النار على الأرض، وفي السماء حدّث ولا حرج عن إستباحة الطيران الحربي والمسيّر الأجواء اللبنانية. أما التلويح بعدم إنسحاب جيش الإحتلال من المناطق المحتلة خلال الستين يوما فبات إسطوانة يومية تلوك بها ألسن بعض المسؤولين والإعلام في كيان الإحتلال.

وبلغ التهديد ذروته في تصريحات لوزير الحرب يسرائيل كاتس لوّح فيها بفضّ إتفاق وقف إطلاق النار، وقال: أنه إذا لم ينسحب حزب الله إلى ما وراء الليطاني لن يكون هناك إتفاق وسنتحرك لإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل تدرس إبقاء جيشها في نقاط إستراتيجية في الجنوب لحماية المستوطنات.

وفي المقابل نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر عسكرية لبنانية أنها لم تتبلغ بأي شيىء حول إرجاء الإنسحاب الإسرائيلي وستحضر هذه الملفات خلال زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان حيث يرأس الثلاثاء إجتماعا للجنة المراقبة بصفته رئيسها المدني.

من جهته رفع المسؤول في حزب الله وفيق صفا في وجه الدولة اللبنانية لاءين كبيرتين وبالخط العريض “لا” للقوى الأمنية الشرعية اللبنانية و “لا” للقضاء اللبناني. فالرجل العائد إلى الساحة بعد غياب قسري طويل إستدار إلى لغته الخشبية القديمة كأن شيئا لم يكن!! وهذه اللغة عند صفا تُختصر بكلمتين: التهديد والوعيد. ولكنها لا تمسّ ابداً إسرائيل، وهو أي صفا كان قد وقف حيث إستشهد السيد حسن نصر الله والغريب المستغرب أنه لم يتذكّر إسرائيل إلآ قليلاً، بل صبّ سخطه وغضبه على الداخل، وكأن الداخل هو من إغتال نصر الله، وفي السياق أكد صفا ان الحزب لم يضعف ولم ينهزم، مستشهدا بأمرين: حادثة المطار قبل يومين وحادثة الفاشنسيتا الثلاث قبل أسابيع، في الموضوع الأول كما أشارت ال (ام تي في) التهديد واضح ولو بين الكلمات.. إذ ذكر صفا مرتين انه حيث يقف يبعد فقط عشرات الأمتار عن مطار رفيق الحريري الدولي، كأنه يقول ولو بلغة مبطنة للقوى الأمنية المكلفة أمن المطار: “إما أن تفعلوا كما نقول، وإما أنتم مهددون حيث أنتم، وإما أن يكون الأمر لنا في المطار وإما عليكم أن تتحملوا العواقب”. وفي حادثة الفاشنسيتا الثلاث كلام صفا يدينه، إذ أورد ما معناه ان ضغط الشارع الذي نظمه ورعاه حزب الله هو ما سمح بإطلاق سراح الفاشنسيتا الثلاث، فهل أبلغ من هذه الإدانة الذاتية يقدمها وفيق صفا لتدخله مرة جديدة في ملفات قضائية ممنوع التدخل فيها؟ هكذا إذاً نحن امام ظاهرة خطيرة من جديد، فالأمر لا يتعلق بوفيق صفا فحسب، بل بتفكير قياديي حزب بأكمله، فحزب الله يعتبر نفسه فوق المؤسسات وفوق القانون وفوق القضاء وفوق القوى الأمنية الشرعية، أي بإختصار فوق الدولة؟!!

 

تابعنا عبر