منير الربيع – المدن
عون يتسرع فيستمهله سيده
رئيس الجمهورية يصرّ على إجراء الاستشارات النيابية قريباً، وهو يقول إنه يريد أن يحدد موعدها بعد عيد الأضحى. والموعد قد تؤجله الاتصالات السياسية. وعون راسل حزب الله حول هذا الأمر، قائلاً: “أنا مصرّ على إجراء الاستشارات بعد عيد الأضحى. وأي مرشح ينال النسبة الأعلى من الأصوات أسير به”. وتلقى الحزب إياه الرسالة، فردّ عليه بنصيحة التروي في انتظار الوصول إلى تفاهم سياسي.
وتفيد المعلومات أن عون يفضل تكليف فيصل كرامي تشكيل الحكومة. وفي حال رفضه هناك خيار آخر: فؤاد مخزومي. في المقابل، تفيد الاتصالات بين الرئيس سعد الحريري وكرامي أن الأخير أبدى موقفاً واضحاً: لا يريد تشكيل الحكومة.
أما حزب الله والرئيس نبيه بري فيفضلان التريث والتوافق مع الطرف السني، معتبرين أن لا مجال لأي مرشح لرئاسة الحكومة من دون نيله شرعية سنية وغطاء واضحاً من طائفته. وغير هذا يؤدي إلى توتر سني – شيعي لا يريده الثنائي. ويراهن بري على ما يمكن أن يحققه في التواصل مع الحريري.
حزب الله وبري
على مقلب رؤساء الحكومة السابقين، القرار واضح: لا تسمية ولا تغطية. ولتأخذ اللعبة الديمقراطية مجراها، ولتعمل الأكثرية على تسمية مرشحها لتشكيل حكومة. وليحكم اللبنانيون في ما بعد على الأداء والنتائج، وفي مدى مقبولية الدول العربية والغربية لهذا الخيار، وفي ما يمكن تحقيقه من نتائج على صعيد تحصيل المساعدات.
ووسط هذا المشهد المفتوح على خيارات التصعيد، يعتبر حزب الله أنه يتعرض لضغوط كبيرة، بتحميله مسؤولية ما يجري في لبنان. وهو حتمًا لن يتساهل، بل يتشدد في ذلك. فوفق منظوره لا يمكنه تقديم أي تنازل في هذه المرحلة، والتضحية بكل ما نسجه من سيناريوهات. وهو يحاول أن يتجنب اللجوء إلى مثل هذا الخيار حالياً. ولكن في حال استمرت الأوضاع على حالها، فقد يكون خياره في النهاية الذهاب إلى حكومة اللون الواحد.
ونواف سلام كاظمي لبنان؟
وسط هذا المشهد، هناك من يعتبر أنه لا مجال للخروج من المأزق بدون اتفاق سعودي – إيراني مباشر، ويتناول التفاوض المفتوح بين الطرفين الملف اللبناني بكل تفاصيله، وصولاً إلى تسوية ترضي الجميع. وبعض المعلومات تفيد أن ذلك مؤجل، ويحتاج إلى الكثير من الوقت، وقد يؤدي إلى استنساخ التجربة العراقية: قبول إيران وحزب الله بمرشح لرئاسة الحكومة لا يقبلان به. وهنا يعود طرح اسم نواف سلام في التداول، باعتباره الخيار الأمثل للخروج من الأزمة، وتتوفر فيه الثقة الخارجية والداخلية.
ويرى آخرون أن المرحلة حالياً هي لحرق الأسماء. وبالتالي ليس الظرف ملائماً لطرح اسم سلام، بل من الأفضل تأجيل اللجوء إلى هذا الخيار إلى ما بعد الانتخابات النيابية وما قد تفرزه. في هذا الإطار وجهت نصائح كثيرة لسلام بالعودة إلى بيروت، ليطلق حركة سياسية جديدة تتماهى مع الثورة التي سمّته وأعلنته مرشحها الإنقاذي للخلاص من الأزمة.
ولم تخل الرسائل التي تلقاها سلام من تحفيزه إلى العودة وخوض غمار المعركة الانتخابية، كنموذج قادر على تمثيل صرخات اللبنانيين ومطالبتهم به رئيساً للحكومة. ويعتبر المراهنون على ذلك بأن عودة سلام ومشاركته في الانتخابات، يفترضان أن يكون عنواناً أساسياً للتغيير الانتخابي.