في حوار مع مجلة “لكسبريس” الفرنسية، حذّر مستشار الأمن القومي السابق في الولايات المتحدة هربرت رايموند ماكماستر، من أنّ “الوضع في الشرق الأوسط سيتجه نحو التصعيد والصراع على نطاق واسع”، مُشيراً إلى أنّ “حركة حماس مسلحة ومجهزة ومُدرّبة من قبل إيران التي وصفها بأنّها تقف خلف كل الصراعات التي تحدث في المنطقة، بما في ذلك اليمن والعراق وسوريا ولبنان”.
وترى “لكسبريس” من جهتها، أنّ “موسكو وبكين تبرزان أيضاً في خلفية المشهد كبديلين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولذلك فإنّ طهران ترغب في الاستفادة من دورهما لأبعد الحدود”.
اعلان
وتناولت المجلة في سلسلة تحقيقات شارك فيها خبراء سياسيون وعسكريون، أهداف إيران الخفية واستغلالها ما حدث في 7 تشرين الأول الماضي، في محيط قطاع غزة الفلسطيني لترسيخ موقفها الإقليمي والدولي، مع الحرص في ذات الوقت على عدم إثارة عمليات غربية انتقامية ضدّها قوية ومباشرة.
ووصف الجنرال الأميركي في تصريحاته الأولى لوسيلة إعلامية فرنسية، مُقاتلي حركة حماس بأنّهم جزء من جيش كبير “بالوكالة” أنشأته طهران، ليس فقط في غزة ولكن أيضاً في الضفة الغربية، حيث يعمل الطابور الخامس وفي لبنان مع حزب الله وفي اليمن حيث أطلقت جماعة الحوثي صواريخ تمّ اعتراضها باتجاه السفن الإسرائيلية والأميركية.
والجنرال ماكماستر، خبير استراتيجي يُعتدّ برؤيته وتحليلاته، وهو مؤرخ وأكاديمي عسكري وقائد سابق في العراق وأفغانستان، وقد نبّه في المُقابلة معه إلى تطورات الوضع الدولي الراهن، مُعتبراً أنّ “سلسلة الصراعات العسكرية لا تزال في بدايتها بلا شك في الشرق الأوسط والعالم، وبأنّ الولايات المتحدة تواجه سلسلة من الأزمات غير المسبوقة”.
وبرأيه فإنّ “الاهتمام اليوم بات أقل بكثير حول تسارع العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا منذ هجوم حركة حماس، وهما أمران يرى أنّهما مُرتبطان، ففي أوكرانيا يعمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع كل من إيران والصين، وفيما تُقدّم طهران مساعدات مادية وعسكرية، فإنّ بكين تعمل بشكل أكثر مكراً في مجال حرب المعلومات، وذلك عبر العمل على تضخيم الدعاية الروسية والمعلومات المضللة من أجل إضعاف الغرب وتغيير قناعات الرأي العام في أوروبا”.
كما وتنقل “لكسبرس” عن المدير المؤسس لبرنامج إيران في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، ألكس فاتانكا قوله إنّ “الإيرانيين يستغلون الفلسطينيين اليوم ليضعوا أنفسهم مرة أخرى في قلب النقاش ويُجسّدوا دون غيرهم أصوات القضية الفلسطينية”، مؤكداً كذلك أنّ “ظلّ طهران يُخيّم على ما يحدث في الشرق الأوسط خصوصاً في الأسابيع الأخيرة”.
وكذلك تنقل المجلة الفرنسية عن المؤرخ البريطاني سيمون سيباج مونتيفيوري، تأكيده بأنّ “السلام الفلسطيني الإسرائيلي كان بعيد المنال بالفعل، لكنّه اليوم بات شبه مستحيل بعد هجوم حماس والردّ العسكري الإسرائيلي”، مؤكداً رغم ذلك “أهمية انطلاق المُفاوضات التي تهدف في نهاية المطاف إلى إنشاء دولة إسرائيلية آمنة إلى جانب دولة فلسطينية آمنة”.