شعار ناشطون

تداعيات مسيّرات “حزب الله”.. ضغوط اميركية او رد اسرائيلي

04/07/22 10:42 am

<span dir="ltr">04/07/22 10:42 am</span>

لم تبدأ التداعيات الفعلية للخطوة التي قام بها حزب الله قبل يومين بإطلاق مسيّرات بإتجاه المنطقة البحرية المتنازع عليها وحقل كاريش، اذ ان التداعيات يمكن ان تتدحرج بالتوازي مع الحراك السياسي الذي تسارع في الساعات الماضية لاحتواء التصعيد، لكن المسيّرات الثلاث ظهّرت الصراع بوصفه يتخطى النزاع مع اسرائيل التي وجدت نفسها ملزمة برفع الصوت وطلب مساعدة الولايات المتحدة الأميركية.

ظهّرت اسرائيل امس انها غير قادرة على مواكبة الخطوات التصعيدية التي قامت بها بغطاء دولي في موضوع استخراج النفط والغاز، اذ ان المراقبة الأولية لردود الفعل الاسرائيلية توحي بأنها مربكة في كيفية التعاطي مع خطوة حزب الله نظرا لمعانيها التي تتجاوز مسألة ارسال طائرة مسيّرة لاستطلاع الاجواء في فلسطين المحتلة.

بالرغم من حجم الردع القائم بين اسرائيل وحزب الله، الا ان تل ابيب ستجد من الصعوبة في مكان عدم الذهاب الى رد، وان كان شكليا، على خطوة الحزب، اذ ان عدم الرد سيعني وبشكل قاطع تبدل قواعد الاشتباك بشكل حاسم ونهائي لصالح حزب الله، وذلك لعدة اسباب اهمها ان طائرات “كاريش” ليست طائرات ذات مهمة استطلاعية كما كانت تكون عليه مهمة طائرات مماثلة تدخل الجليل مثلا.

خطوة الحزب تأتي ضمن مسار وسياق هجومي واضح اعلن عنه الحزب بشكل علني وهي خطوة تمهيدية للخطوة المقبلة التي هدد الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بالقيام بها، وهذا يعني ان عدم الرد الاسرائيل سيكون بمثابة فتح الطريق امام الخطوة المقبلة للحزب. ثانيا، قد يذهب التحليل الاسرائيلي الى اعتقاد يقول بأن حزب الله سيقرأ عدم رد تل ابيب على المسيّرات بمثابة ضعف وعجز وارتداع ما يدفعه الى خطوات اكثر جرأة.

ثالثا، قد يؤدي السكوت الاسرائيلي الى استمرار عمليات الاشغال والالهاء التي ستشبه بشكل او بآخر خطوة طائرات الاستطلاع وهي خطوات ستؤدي الى التأثير السلبي على الشركات المستثمرة ويؤدي ايضا الى استنزاف موارد مالية لا بأس بها من اجل الحماية واعتراض المسيّرات او الصواريخ. استمرار مثل هذه الاجواء سيعيد تعزيز واقع حزب الله في لبنان ، وسيفتح في المقابل جبهة جديدة لاسرائيل لم تكن في وارد فتحها..

 

امام كل دوافع الرد هذه، لا يبدو ذهاب اسرائيل الى الرد بسيطا وبدون عقبات كبيرة مرتبطة بإنعدام الرغبة بالتصعيد مع الحزب اضافة الى استخراج الغاز والاستفادة الاقتصادية من حاجة اوروبا الى استقرار كبير، وعليه ظهر الارباك الاسرائيلي في كيفية التعاطي مع خطوة الحزب والذي ترجم بحراك اميركي كبير في محاولة لاحداث توازن يغني عن التصعيد العسكري.

تحاول واشنطن اعادة فتح ابواب المفاوضات مع لبنان بالتوازي مع ضغط جدي على المعنيين بالتفاوض من اجل منع الحزب من تكرار خطواته العسكرية وهذا الامر قد يكون غير متاح ما لم يحدث احد امرين، اما وقف عملية الاستخراج حتى انتهاء المفاوضات او الوصول الى تسوية وترسيم سريع للحدود البحرية…

تابعنا عبر