
علم أنّ حزب “القوات اللبنانية”، وبعد تحضيرات استمرت لأسبابيع، بدأ باتصالات في مختلف الاتجاهات لتشكيل جبهة عريضة يكون جدول أعمالها نقطة واحدة فقط لا غير، وذلك إلى جانب مواكبة الأحداث الجارية، وهي ممارسة الضغوط اللازمة للوصول إلى انتخابات نيابية مبكرة.
المنطق “القوّاتي” وراء هذه الخطوة هو ان “القوى المعارضة للسلطة الحالية كبيرة وكثيرة جدا، وهي تمثِّل أكثرية ساحقة من الشعب اللبناني، ولكن إذا استمرت هذه القوى بطريقة العمل نفسها التي اعتمدتها منذ بدء الانتفاضة الشعبية في 17 تشرين الأول لن تصل الى أي نتيجة مرجوة كما هي الحال الآن”.
ولذلك، على هذه القوى التجمع والتكتل بالرغم من الفروقات السياسية التي بينها على خطوة واحدة تؤدي إلى التغيير المنشود في السلطة في لبنان، وليس هناك طبعا من خطوة تؤدي إلى التغيير المنشود بشكل ديموقراطي إلا الانتخابات النيابية المبكرة.
ومن هنا، سيتم حصر خطة عمل هذه الجبهة العريضة بهذه الخطوة العملية سعيا للفعالية من جهة، وتجنبا لأبحاث لا تنتهي في جنس الملائكة وطبيعة النظام اللبناني والمقاربة الاقتصادية الافضل الى ما هنالك من قضايا مطروحة على الساحة من جهة أخرى، وخلاف ذلك يعني مواصلة الجدل البيزنطي الذي أدى حتى الان إلى بقاء قوى المعارضة من شعبية وسياسية مشتتة، وأتاح للمجموعة الحاكمة ان تبقى مهيمنة على السلطة وعلى مقدّرات البلاد والعباد وأوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.