كتب الياس الشدياق في موقع mtv:
بعد مرور اكثر من اسبوع على إعلان رحيل قائد ريال مدريد سيرجيو راموس عن الفريق، لا تزال ردود فعل الجمهور تتوالى بحسرة على نجم اعطى للفريق كل ما يمكن طوال 16 عاما، وها هو اليوم لم يُعطَ فرصة اخيرة لمناقشة عقده على اعتبار ان العقد المقدم “انتهت صلاحيته”.
باختصار شديد، ادارة نادي ريال مدريد وعلى رأسها فلورنتينو بيريز قررت التخلص من “صداع الرأس” الذي يسببه راموس في كل مرة يقرر فيها تجديد عقده، وهي وضعت شرط عدم التجديد لاكثر من عام على اعتبار انه قاعدة لا يمكن تجاوزها، حتى مع راموس نفسه.
ولكن امام كل ما قدمه راموس من العام 2004 حتى يومنا هذا مع النادي الملكي، ألا يستحق بقاءه حتى الاعتزال في مدريد؟ سؤال مشروع لكل عشاق النادي في وقت يشاهدون غريمهم التقليدي برشلونة يكرّم نجومه قبل رحيلهم، على غرار تشافي واندريس انييستا وغيرهم.
سياسة بيريز منذ توليه رئاسة نادي ريال مدريد مختلفة تماما عن اي رئيس نادٍ اخر، فهو بكل ما يقوم به يضع الـ Business قبل اي شيء اخر، ومن تخلى عن كريستيانو رونالدو بطريقة غامضة للغاية، ليس بالصعب عليه التخلي عن قائد، حتى ولو كان سيرجيو راموس.
من حق جمهور ريال مدريد ان يحزن ولكن عليه الاقتناع بسياسة الادارة الحالية التي لا تعمل على المشاعر بل على كيفية تحسين وضع النادي الاقتصادي والمالي.
وهنا علينا ان نقارن بين ما حصل مع راموس وما حصل مع لوكا مودريتش مثلا او حتى كريم بنزيما، فالثنائي تخطى سن الثلاثين، ما يعني ان تجديد عقدهما يخضع لقرار الادارة اي بتجديده عاما واحدا فقط مع تخفيض بالراتب يصل الى ١٠% بسبب الازمة الإقتصاديّة التي تمر بها معظم اندية اوروبا بسبب كورونا.
مودريتش وبنزيما وافقا على كل شروط الادارة من دون اي اعتراض، فالثنائي يعيشان فترة مميزة في مدريد ولا يريد اي منهما تغيير الفريق، عكس راموس الذي رفض لاشهر عدة عرض الادارة.
وبغضّ النظر عن قرار الادارة، اصبح واضحا الشعار الذي يرفعه بيريز ان “لا احد اكبر من نادي ريال مدريد ومصلحته”، وحتى ولو حزن الجمهور على رحيل اي نجم، فالفريق مستمر بسياسته حتى لا يقع بما وقع به برشلونة الذي يعاني حاليا من ازمة خانقة دفعته للتعاقد مع لاعبين بالمجان، فقط.