ناشطون_قسم التحرير
عرضت القناة مقابلة هاتفية مع الفنان المطلوب من العدالة ضمن حلقة ابنه محمد مع تمام بليق
“أخبار اليوم”
منذ بات فضل شاكر مطلوباً من العدالة (وبعدها مجرداً من حقوقه المدينة) قبل سنوات، كانت قناة الجديد اكثر القنوات حماسةً لفتح هوائها للمغني الذي تاب عن الغناء مفضلاً ان يسير على درب الشيخ احمد الاسير ، ثم تاب عن توبته وعاد الى درب الفن مجدداً!
فقد سمعنا فضل سابقاً مع طوني خليفة في برنامجه وحش الشاشة على الجديد عام ٢٠١٦ (قبل ان يغادر خليفة المحطة)، وكذلك أطلّ في وثائقي مع فراس حاطوم امتد على ثلاث حلقات عرضت عام ٢٠١٨، فضلاً عن اطلالات اخرى ضمن نشرات الاخبار. وامس الخميس، ظهر شاكر -بالصوت فقط- ضمن الحلقة الاولى من برنامج مع تمام بموسمه الجديد على شاشة تحسين الخياط، وكان ابنه “الفنان” محمد ضيف الحلقة التي قدمها تمام بليق، الباحث دوماً عن اثارة الجدل واللاهث وراء تصدر احاديث الناس والصحافة ولو كانت الاحاديث سلبية وتستنكر ما يفعله!
في خلال الاتصال الهاتفي لدقائق قليلة بفضل شاكر (الذي حاول المذيع ان يوهمنا بأنه غير محضر سلفاً)، نطق المغني بجملة واحدة عن قضيته لكنها كانت كافية ووافية ومعبرة للغاية، اذ قال لبليق “بتمنى أنو تنحلّ قضيتي(…)من خلال برنامجك ويشوفوا حل لهالظلم يللي عم نعيشو” (واللافت ان تمام اثنى على هذه الجملة بدلاً من ان يعترض عليها). لكننا كنا ننتظر في هذه الاطلالة الشاكرية الجديدة ان يخرج علينا المغني المختبئ ليعلن انه قرر بعد طول تفكير ان يسلم نفسه للسلطات اللبنانية، فنجد عندها مبرراً منطقياً لقناة الجديد لتسمعنا صوته مرة اضافية، لكن تبين لنا ان المحطة تسعى -جرياً على عادتها- الى تحقيق نسب مشاهدة عالية، سيما وانها اختارت وضع تمام بليق هذا الموسم في مواجهة برنامج مرسال غانم على ال ام تي في وبرنامج طوني خليفة على شاشة ال بي سي اي، فروّجت للحلقة من خلال الجملة الوحيدة التي قالها المطرب المعتزل سابقاً عن ملفه الشائك. اذاً قررت الجديد ان تظهر كل هذا الحب لفضل شاكر من اجل الرايتنغ، ومن لزوم هذا الرايتنغ كان ضرورياً ان نشاهد محمد فضل شاكر ودموعه تنهمر على الهواء امام صورة والده، في محاولة لإستعطاف الرأي العام، من دون اي اكتراث لمشاعر أهالي شهداء أحداث عبرا الذين لا يزالون يبكون احبتهم.
مضمون الحلقة ليس المهم، فمهما قال بليق ومهما كانت الاسئلة التي طرحها (اتى جواب محمد على احد الاسئلة بأن الكل يعرف ان قضية والده سياسية وليست قضائية والا لكانت حُلت منذ زمن)، فإن ذلك لا يعفي تمام من حقيقة انه ساعد شخصاً محكوماً من القضاء يحاول بشتى الوسائل ان يبيّض صفحته السوداء القاتمة، تارة عبر العودة للغناء مستغلاً صوته الجميل والحنون الذي احبه الناس لسنوات (قبل ان يفعل صاحبه ما فعله)، وطوراً عبر اللعب على وتر العائلة مستغلاً ابنه الذي يمتلك بدوره صوتاً مقبولاً ولن ينزعج على ما يبدو ان اصبح مشهوراً ولو بطريقة بشعة (ادعى انه تعرض ووالدته لظلم كبير وتهجم على الفنان راغب علامة). بالطبع لا يمكن ان نلوم محمد فضل شاكر على اطلالته ودفاعه المستميت عن والده في هذه الحلقة، لأن اللوم -كل اللوم- يقع على عاتق محطة الجديد وتمام بليق اللذين كررا بالامس ما سبق ان فعلاه عندما استضاف بليق تاجر المخدرات نوح زعيتر، فيما الاخير مطلوب في عشرات القضايا الجنائية والأمنية في لبنان، ومطلوب أيضاً للانتربول! واذا كان الهدف من الحلقة مع محمد فضل شاكر -كما قال مقدمها في مستهلها- محاروة فنان لبناني شاب، فهل كان من حاجة للحديث معه عن ابيه والسماح له بتلميع صورة ابيه فضلاً عن الاتصال بأبيه وترك الاخير يقول لنا ان لبنان لا يستحق الا الفرح؟
في النهاية، التلفزيون يا سيد بليق ويا سادة في ادارة الجديد يجب الا يكون مجرد اداة يحركها الرايتنغ بحثاً عن مزيد من الاعلانات في زمن الانهيار، اذ تقع على الشاشة الصغيرة مسؤولية كبرى عند اختيار الشخصيات التي يسمح لها بالكلام. فمن صدر بحقه حكم قضائي -ولو ادعى البراءة ليل نهار- عليه ان يحل مسائله امام القضاء وليس امام المشاهدين، وعندها يُبرّأ اذا كان مظلوماً فعلاً ويسجن اذا كان مذنباً. القصة سهلة وواضحة وضوح الشمس ولا مجال فيها لوجهات النظر. ما تواخذونا…