شعار ناشطون

بعد سقوط “المقاومة”… “الحزب” يُطلق خرطوشة “الشعب”

28/01/25 06:38 am

<span dir="ltr">28/01/25 06:38 am</span>

طوني عطية – نداء الوطن

“أهكذا يُرَدّ على الذين فتحوا بيوتهم لاستقبال النازحين؟”… إنه الانطباع المرّ الأول الذي ساد الشارع المسيحيّ وغيره، أمس الأوّل، عقب تجوال مواكب العِقَد السياسية والطائفيّة والتنفيسيّة.

ظنّ اللبنانيون أنّ التضامن الأهلي والاجتماعي الذي تجلّى خلال الحرب، قد جرّد بعض “المقاومين الدرّاجين” من ممارسة عنجهيتهم وشوفينيتهم المزيّفة، أو جعلهم أقلّ وقاحة في التطاول على المناطق الأخرى وتلويثها بهتافات فتنويّة تنمّ عن شعورٍ بنقصٍ ما، أو بهزيمة مجمّرة تحت الرماد والدمار يُحاول التعويض عنها بـ”فشّة خلق” مجرّدة من الخُلُق والاحترام.

فيما كان “حزب الله” يدعو نهاراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقف السياسيّة إلى تآزر وطنيّ، دعماً لعودة أهل الجنوب إلى قراهم، أرسل “موتسيكلاته” مساءً إلى عين الرمّانة – فرن الشبّاك، الجميّزة، برج حمود، الدورة والكرنتينا. حتّى بلدة مغدوشة البعيدة عن خطوط التماس والالتحام، لم تَسلَم من المبشّرين بالإلفة والعيش المشترك تحت عنوانٍ براء من سلوكياتهم ألا وهو “شيعة، شيعة، شيعة…”.

كاد ليل الأحد يتحوّل “جمعة حزينة” مغمّسة بالدم، وأن يُرفق اشتباك الشريط الحدودي بـ”طيّونة جديدة” لولا استيعاب القوى المسيحية والتدخّل الفوري للجيش اللبناني على الأرض، لا سيّما في مغدوشة وعين الرّمانة، حيث أقام الحواجز وقطع تمدّد الاستفزازيين. في هذا السياق، لفت عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى لـ”نداء الوطن” إلى أنّ “الاتصالات السريعة مع الجهات السياسية المعنية على أعلى المستويات من جهة، وقيادة الجيش من جهة أخرى، حالت دون تطوّر الأحداث، وانحصرت في مشاداة لفظية”، مشدّداً على أنّ “العلاقة التي تربط أهالي مغدوشة مع جوارهم ثابتة ولن يعكّرها أي حوادث عابرة”.

بدوره، أثنى منسّق صيدا – الزهراني في حزب “القوّات اللبنانية” عماد روكز على “فعالية الجيش اللبناني وتدخّله الحازم والسريع في تطويق المخلّين بالسلم الأهلي”، مؤكّداً أن “مغدوشة وكلّ بلداتنا، هي ساحة تلاقٍ وتعايش لكلّ الجوار شرط احترام الخصوصيات، وأنّ الأهالي لم يعترضوا يوماً أي عابر سبيل أو مواكب سيّارة، غير أنّ الشعارات الفئوية ودخول البلدة بشكل متكرّر استفزّت السكان الآمنين”.

وكان الجيش، أشار في بيانٍ أمس، إلى أنه “على خلفية قيام بعض المواطنين الذين يستقلون دراجات نارية ويرفعون أعلاماً حزبية بمسيرات في عدد من المناطق اللبنانية، تخلّلها إطلاق نار واستفزازات مما يؤدي إلى تهديد السلم الأهلي، سيّرت وحدات من الجيش دوريات لمنع الأعمال المخلّة بالأمن والاستقرار، وأوقفت عدة أشخاص، فيما تستمر بملاحقة بقية المتورطين”.

في 26 كانون الثاني استعمل “حزب الله” الركن الثاني أو ما تبقّى من معادلته الخشبية، أي “جيش، شعب، مقاومة”، فبعد أن سقط الركن الثالث (المقاومة) على طريق القدس وانتفاء حجّة بقاء السلاح، وبطلان الركن الأوّل (الجيش) الذي زجّه زوراً ولفظيّاً في ثلاثيته، حرّك “شعبه” المُنهك والمُشرّد والمذبوح تحت الركام. لعب “جوكره” الأخير لتمرير رسائله باتجاه الخصوم والحلفاء على السّواء. أراد “الحزب” أن يقول للعهد الجديد والقوى السيادية والمعارضة إنّ شارعه لا يزال ينبض إخلاصاً ووفاءً له، وأنّ كل هذا الدمار الذي سحق القرى والبلدات الجنوبية، لم يُثبط عزيمة بيئته، لا بل إنه قادر على تحريكها في كلّ الاتجاهات، واستعمالها للذبذبة على عهد الرئيس جوزاف عون، وعرقلة انطلاقة حكومة الرئيس نوّاف سلام. كما أنّ تلازم وتزامن التحركّات حدوداً وداخليّاً ليس صدفة، ولا اندفاعة شبابية مُراهِقة وعفويّة، بل هو موجّه بشكل أساسي إلى الدولة اللبنانية بعد موافقة الحكومة ومعها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي على تمديد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 شباط.

تجدر الإشارة إلى أنّ “دفش” الأهالي لاقتحام قرى وبلدات يعلم “الحزب” مسبقاً، أن الاحتلال الإسرائيلي سينسحب منها، ما هو إلا استعراض مفضوح لإظهار عضلاته داخليّاً.

تابعنا عبر