بدت لافتة التغريدة التي نشرتها السفيرة ترايسي شمعون، عبر حسابها على “تويتر”، حيث كتبت: “أنا لبنانيّة والرئيس (ميشال) عون لا يمثّلني”.
هو الموقف الأول بهذا الوضوح لإبنة داني شمعون التي انتقلت الى موقع المعارضة “نتيجة الفشل في الاستجابة لحاجات الناس وفظاعة انفجار المرفأ” كما سبق أن أعلنت. علماً أنّ شمعون حريصة على التأكيد أنّ معارضتها لا تقتصر على الرئاسة بل تشمل الحكومة الحاليّة والسابقة وأيّ حكومة لا تحمل، في هذه المرحلة، صفتَي الاستقلاليّة والتخصّص.
ولكن، لماذا كتبت شمعون هذه التغريدة؟
تقول السفيرة التي فضّلت الاستقالة من موقعها في الأردن والعودة “لأكون الى جانب الشعب اللبناني”: “أتلقّى، يوميّاً، عدداً كبيراً من الاتصالات الهاتفيّة من أناسٍ يحتاجون الى طعامٍ أو دواء. لبنانيّون كثيرون يجوعون، وبعضهم يموت بسبب تعذّر توفّر الدواء، بينما هناك من يتعنّت رافضاً تشكيل الحكومة، ومنهم رئيس الجمهوريّة الذي يطالب بحقوق المسيحيّين. هل أطالب بحقوق من يموت جوعاً أم أسعى الى منع موته أولاً، ثمّ أحصّل الحقوق؟”.
ولفتت شمعون الى أنّها تشعر بألمٍ كبير، واستفزّها كثيراً مشهد الصدام بين القوى الأمنيّة وأهالي ضحايا انفجار المرفأ. تقول: “هل يُعقل أن نقمع أيضاً من خسروا أرواح أهلهم أو أولادهم أو أحبابهم. هناك مئات القصص الناتجة عن الانفجار التي يلين أمامها الصخر، بينما قلوب المسؤولين عندنا لا تلين ولا تعرف الرحمة”.
وأضافت شمعون: “يغضب الجيش الالكتروني للتيّار بسبب تغريدة، فيشتم ويخوّن ولا يوفّر والدي الذي استشهد وخسرته بسبب محبّته لهذا البلد وتشبّثه بالبقاء فيه، وأنا لن أرضى إلا بأن أكون مثله، بينما لا يغضب هؤلاء بسبب الجوع والفقر والهجرة والموت”.
وتابعت: “لا يتحمّل الرئيس عون المسؤوليّة وحده. لا هو يمثّلني ولا أيّ مسؤول فاسد أو مقصّر. وسأرفع الصوت، اليوم وغداً وفي كلّ يوم. نريد أن نعيش بكرامةٍ وحريّة، ومن يمنعنا من هذا العيش لن نتردّد في مهاجمته والتعبير عن رأينا مع جميع الشرفاء في هذا الوطن الضحيّة”.
وعن الهجوم الالكتروني عليها، ختمت شمعون: “أنتمي الى عائلة اختبرت مصاعب وآلاماً كثيرة، حتى الموت، ولن يردعني اليوم شتّامون. قافلة الأحرار تسير”