يفخر برشلونة بأن فريقه يتم الحكم عليه بأسلوب اللعب مثل النتائج لكن المدرب رونالد كومان يواجه صعوبات في تحقيق نتائج على الصعيدين، وأصبح منصبه في خطر بعد التعادل 1-1 مع غرناطة في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم الاثنين.
واكتفى الفريق الكاتالوني بتحقيق نقطة واحدة بفضل هدف بضربة رأس في الدقيقة 90 عن طريق رونالد أراوخو لكن الشيء الأكثر أهمية كان الأسلوب المباشر لبرشلونة بعد تخليه عن طريقته المميزة المعتمدة على التمريرات وتحوله إلى إرسال كرات عرضية في منطقة الجزاء.
وأرسل برشلونة 54 كرة عرضية إلى منطقة الجزاء أمام غرناطة، من بينها 45 من اللعب المفتوح، وهو ما يزيد على أي فريق آخر في مباراة واحدة في إحدى بطولات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا هذا الموسم.
وبيرنلي الإنكليزي هو صاحب المركز الثاني في قائمة أكبر عدد من الكرات العرضية، ويشترك مع برشلونة في ألوان قميصه لكن أسلوبه المباشر في اللعب يتناقض بشدة مع تقاليد برشلونة التي غرسها يوهان كرويف وبيب غوارديولا، وهما أعظم مدربين في تاريخ النادي.
وتساءلت صحيفة ماركا الإسبانية على غلافها الرئيسي “هل هذا هو برشلونة؟”، ووصفت أداء الفريق بأنه سي جدا مضيفة أن الفريق تخلى عن أسلوبه.
وإذا كانت الخسارة الثقيلة أمام بايرن ميونيخ 3-صفر الأسبوع الماضي في دوري أبطال أوروبا قد أشارت إلى أن برشلونة لم يعد قادرا على التنافس مع النخبة الأوروبية، فإن التعادل مع غرناطة، الذي لم يحقق أي فوز حتى الآن، كان أكثر إثارة للقلق، وهي علامة على أن برشلونة لم يعد يمتلك الأدوات اللازمة لتحطيم حتى الفرق المحلية العادية.
ودافع كومان عن خططه، بما في ذلك إشراك المدافع جيرارد بيكيه في الهجوم وإنهاء المباراة بأربعة مدافعين وقلبي هجوم، قائلا إن أفراد الفريق ودفاع غرناطة من العمق لم يتركا له خيارات كثيرة.
وقال كومان: لا نستطيع أن نلعب تيكي تاكا إذا لم تكن هناك أي مساحات. في إشارة إلى الوصف الشائع لأسلوب لعب برشلونة المفضل تحت قيادة غوارديولا.
وغاب عن برشلونة ستة لاعبين بسبب الإصابة، ومن بينهم الشاب بيدري، وهو اللاعب الذي يمتلك أكبر قدرات فنية وما زال في النادي بعد رحيل ليونيل ميسي.
وأضاف كومان: نحن نعلم أنها ربما ليست كرة القدم التي يتميز بها برشلونة، لكن برشلونة ليس مثل ما كان عليه قبل ثماني سنوات.
ويسير المدرب على خيط رفيع ولديه علاقة مضطربة مع الرئيس جوان لابورتا، الذي كشف علنا عن تحفظاته على المدرب الهولندي في نهاية الموسم الماضي قبل أن يقرر الإبقاء عليه.
وتلعب مشاكل برشلونة المالية الآن في صالح كومان حيث سيواجه النادي صعوبات في دفع رسوم إنهاء خدمته إذا أقيل ووجد النادي المال اللازم لتعيين مدرب يخلفه.
لكن وضع المدرب الذي يلعب بأسلوب كرة قدم لا يعجب رئيس النادي ومشجعيه إذ تم بيع 27 ألف تذكرة فقط من بين 40 ألف تذكرة متاحة في مباراة الاثنين ويحقق نتائج سيئة يبدو غير قابل للاستمرار.
وربما يكون لاعب برشلونة السابق تشافي هرنانديز، قائد خط الوسط في العصر المجيد تحت قيادة غوارديولا وتلميذ كرويف، الخيار الأكثر شعبية بين الجماهير لتولي المسؤولية لكنه ما زال في المراحل الأولى من مسيرته التدريبية ووقع هذا العام على عقد جديد مع السد القطري يمتد حتى عام 2023.