منير الربيع – المدن
في انتظار السعودية
وحسب المعلومات لا يزال الموقف السعودي على حاله: على اللبنانيين أن يحلوا مشكلاتهم بأيديهم، ومساعدة أنفسهم بأنفسهم. وحالما تظهر إشارات لبنانية جدية، تظهر الحماسة إلى التدخل والمساعدة.
وتعيش القوى الدولية أرق الانهيار اللبناني أو أرق الارتطام اللبناني الكبير. الجميع يبحث عن فرصة لإدارته والتخفيف منه، بتقديم مساعدات إنسانية تمنع الكارثة أو تحدّ من نتائجها الهائلة على الدول المحيطة.
وفي المرحلة المقبلة يجري وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان زيارة إلى واشنطن. وحسب معطيات متوفرة يتخلل اللقاءات بحث في الملف اللبناني، وفي التنسيق الأميركي – الفرنسي حول إدارة الأزمة في لبنان. والتنسيق يتعلق إما بفرض العقوبات أو بآلية تقديم المساعدات.
والمنتظر أيضاً هو زيارة نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى واشنطن. ويسعى الأميركيون معه لحمل السعودية على الإنخراط أكثر في لبنان. والعلاقات السعودية – الأميركية التي يريد الطرفان العمل على تحسينها، تبحث في الزيارة، للتنسيق أكثر في مختلف ملفات المنطقة.
فرنسا والانتخابات
وتؤكد المعلومات أن الفريق الفرنسي المهتم بالملف اللبناني قد بدأ بإعداد الدراسات حول الانتخابات النيابية المقبلة، ومحاولة استشراف نتائجها باستطلاعات يتم العمل على الإعداد لها. وتبدو الأرقام حتى الآن محبطة: تخوف من أن تأتي الانتخابات بمجلس نيابي شبيه بالمجلس الحالي، مع بعض التغيرات أو الفروقات.
وهذا يدفع الدول المهتمة بالتغيير أو المراهنة عليه إلى أن تراجع خططها ومشاريعها. بينما ينصب الاهتمام الأكبر على إحداث تغيير نوعي في نتائج الانتخابات المقبلة.
وأصبحت الحسابات الانتخابية تتحكم بكل المسارات السياسية وبالاهتمام الدولي بالوضع اللبناني الداخلي. وقد أصبح ثابتاً بأن لا تطور جديد يحصل قبل الانتخابات النيابية، وصدور نتائجها والذهاب إلى التعاطي مع ما ستفرزه.
حزب الله والحريري
أمام هذا الواقع بدأت القوى السياسية التحضير والاستعداد: حزب الله جهز ماكينته الانتخابية، لانه سيخوضها وكأنها معركة وجود سياسي مفصلية. وهو يبحث في كيفية دعم حلفائه على الساحة المسيحية في مواجهة التراجع الذي عانوا منه. وهو يؤكد بانه لن يسمح بتكرار الخلافات الانتخابية التي حصلت سابقاً، وتحديداً في جبيل أو زحلة. ويهتم حزب الله جداً بتعزيز وضع التيار العوني في جزين، وحتى في البقاع الشمالي.
وهكذا تبهت الممارسات السياسية التي يقدم عليها المسؤولون والأطراف السياسية كافة، في مقاربتهم عملية تشكيل الحكومة، واستمرارهم بالدوران في حلقة مفرغة ما بين الاعتذار أو بقاء الوضع على حاله.
وفيما كان الرئيس سعد الحريري يستعد لإجراء زيارة إلى القاهرة للبحث في مسألة الاستمرار بتكليفه أو الاعتذار. لكن هذه الزيارة لم تحصل حتى الآن، وتتفاوت المعلومات حول ما إذا كانت ستحصل في اليومين المقبلين أم تتأجل.