شعار ناشطون

“المقاصد” تُسقط رئيسها في الانتخابات البلديّة

24/05/25 06:10 am

<span dir="ltr">24/05/25 06:10 am</span>

زياد عيتاني – اساس ميديا

قبل قرار حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الأخيرة تأجيل الانتخابات البلديّة عام 2023، عقد مجلس أمناء “المقاصد” اجتماعاً برئاسة فيصل سنّو الذي فاجأ مجلس الأمناء حين أعلن رغبته بالترشّح للانتخابات البلدية وتشكيل لائحة تخوض المعركة باسم “المقاصد”. التزم بعض الأعضاء الصمت بسبب حياء بعضهم وخوف ومداراة بعضهم الآخر. إلّا أنّ قلّة من الأعضاء أبدوا اعتراضاً على قراره مفنّدين اعتراضهم بعدّة أسباب، أبرزها أنّ “المقاصد” ليست طرفاً في المجتمع البيروتيّ كي تخوض معركة مع باقي أبناء العاصمة، بل هي جمعية جامعة لكلّ أبناء العاصمة ولكلّ أهل بيروت. حينئذٍ فاجأ أحد الأعضاء الأمناء سنّو بالسؤال: “ماذا إن خسرت الانتخابات؟ هل تبقى رئيساً للجمعيّة؟”. صمت سنّو للحظات، ثمّ قال: “إن خسرت فسأستقيل..”.

بعد ما يقارب سنتين بالتمام والكمال، عاد سنّو إلى أسطوانته المعهودة. بات الطموح أكبر من رئاسة البلدية. عين سنّو تنظر إلى السراي الحكومي، فقرّر تشكيل لائحة بلديّة وخوض الانتخابات عبرها دون أن يترشّح لتكون ممرّاً انتخابياً لطموحاته السياسية. رفض ترشيح بسّام برغوت أحد أعضاء مجلس الأمناء ليكون رئيساً للّائحة التوافقية، ثمّ رفض دعم ترشيح فادي درويش، وهو عضو في مجلس الأمناء، لرئاسة لائحة التغييريين وفقاً لقاعدة ممنوع أن يلمع نجم رجل ينافسه على طموحه الكبير. وهنا وقع الخيار على رولا العجوز الجاهزة دوماً وأبداً لكلّ ترشيح ولكلّ منصب ولكلّ تكليف منذ أيّام الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

“الدّكّنجي” و”نسوان الفرن”

على مذهب “الدكنجي”، اجتمع فيصل سنّو مع بعض النساء اللواتي يحيطونه بإدارة “المقاصد”. ودائماً كما يفعل في حسابات شركاته منذ أن استولى على شركة شقيقه الأكبر بديع سنّو في المملكة العربية السعودية، قدّمت له الكتلة النسوية المحيطة جردة بالأصوات التي يمكن حصدها في الانتخابات. هذا هو عدد الموظّفين، هذا هو عدد التلاميذ، هذا هو عدد أولياء أمور التلاميذ. بحسبة بسيطة وفقاً لحاسبات “الدكّنجي رأى سنّو أنّ لائحته ستخوض الانتخابات منطلقة من 50 ألف صوت على الأقلّ. واجب الناس، كما قال في جلسة خاصّة، انتخاب لائحته. لا بل ذهب أكثر من ذلك في كلمته التي أعلن عبرها اللائحة قائلاً إنّ “أهل بيروت مطالَبين بالتصويت فوق 50% وإلّا فهم يتخلّون عن بيروت وقرارها”.

لقد باءت تجربة فيصل سنّو البلديّة بالفشل الذريع حتّى بلغت مستوى الفضيحة، مع عدم تجاوز رئيسة اللائحة رولا وفيق العجوز سقف 7,500 صوت

الاستقالة لا تكفي

لم يعد يكفي أن يُعلن فيصل سنّو استقالته من رئاسة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية للملمة فضيحة وتداعيات مشاركة الجمعيّة في الانتخابات البلدية في بيروت تحت اسم لائحة “ولاد البلد” وكأنّ باقي اللوائح هم أولاد الجارية وليسوا أولاد البلد.

ما تمّ ارتكابه عبر هذه المشاركة من إساءة إلى جمعية المقاصد والبيئة الحاضنة لها وما تمثّل من رمزية اجتماعية وإنسانية وإسلامية تاريخية يتحمّل مسؤوليّته فيصل سنّو ومَن معه من إداريّين، وعلى رأسهم مديرة الشؤون التربوية غنى بدوي حافظ التي كانت أشبه بمديرة الحملة الانتخابية والمنسّقة العامّة للّائحة، وصولاً إلى أعضاء مجلس الأمناء الذين ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

1- المتورّطون مباشرة كرولا العجوز التي ارتضت أن ترأس اللائحة.

2- الصامتون عن ارتكاب سنّو الذين اكتفوا بالاعتراض في الغرف المغلقة دون ترجمة اعتراضهم إلى خطوات ملموسة.

3- الأعضاء المؤيّدون لسنّو في ما ارتكب والذين بذلوا جهدهم لإقناع المعترضين بكتمان اعتراضهم.

استقالة فيصل سنّو الملحّة من رئاسة “المقاصد”، يجب أن تكون رأس جبل الجليد الواجب أن يتدحرج مع سقوط الكثير من الرؤوس في الإدارة ومجلس الأمناء.

لقد باءت تجربة فيصل سنّو البلديّة بالفشل الذريع حتّى بلغت مستوى الفضيحة، مع عدم تجاوز رئيسة اللائحة رولا وفيق العجوز سقف 7,500 صوت. فيما الموظّفون في جمعية المقاصد بكلّ مؤسّساتها الطبّية والتربوية والثقافية والاجتماعية والكشفية يقاربون ثلاثة أضعاف هذا الرقم. وهو ما يعني أنّ فيصل سنّو ولائحته قبل أن يسقطهما البيارتة أسقطهما موظّفو وأبناء “المقاصد”. لقد هزمت المقاصد رئيسها معلنةً إيقاف انحرافه وشططه عن الأهداف والمسار التي قامت على أساسها “المقاصد” وصاغها الآباء المؤسّسون.

ألم نردّد دوماً ما قاله الرئيس التاريخي لجمعيّة المقاصد الراحل صائب سلام: “للمقاصد ربّ يحميها”. في 22/5/2023 قال فيصل سنّو في خطاب له إنّ “المقاصد ليست دمية يتقاذفها البعض هنا وهناك”. للمرّة الأولى والأخيرة صدّق فيصل سنّو أنّ “المقاصد” ليست دمية.

تابعنا عبر