شعار ناشطون

المذكرة الخليجية: مواجهة إيران.. ولا تفاوض مع حزب الله

24/01/22 06:14 am

<span dir="ltr">24/01/22 06:14 am</span>

منير الربيع – المدن

تعود إبرة البوصلة الخليجية لتتجه نحو لبنان. صحيح أنه يحتلّ آخر الحلقات في سلّم الأولويات الخليجية، لكن زيارة وزير خارجية الكويت إلى بيروت في هذا التوقيت تنذر بتطور لافت. تأتي الزيارة في أعقاب تجديد التفاوض السعودي-الإيراني في بغداد. وعلى وقع تحقيق تقدّم في مفاوضات فيينا بين إيران وأميركا. والأهم أن هذه المفاوضات بعد انتهائها من البحث في الملف النووي، ستبحث في ملفات إقليمية ودولية. وهنا يحضر لبنان، ضمن سلة شروط خليجية أو سعودية بالدرجة الأولى.
السعودية تفاوض الدولة
وهذه الشروط هي التي حملها وزير خارجية الكويت في لقاءاته المسؤولين اللبنانيين، فسلمهم مذكرة واضحة تتعلق بالحفاظ على الدستور والمؤسسات واتفاق الطائف، والالتزام بالقرارات الدولية ومقررات الجامعة العربية، ووقف التدخل في شؤون الدول العربية والخليجية، ووقف تهريب المخدرات، ومنع لبنان أن يكون مقراً أو مستقراً لأي عمليات استهداف سياسية أو إعلامية أو عسكرية لدول الخليج.

وتقول المصادر إن الهدف من تسليم هذه الشروط عبر دولة الكويت إلى الحكومة اللبنانية، يعني استباقاً سعودياً للتطورات في المنطقة. وإبداء استعداد الرياض للتفاوض حول الملف اللبناني. ولكن السعودية تريد التفاوض مع الدولة اللبنانية حصراً، وليس مع حزب الله، كما كانت إيران تحاول تكريس حزب الله مفاوضاً في الملف اللبناني، السوري، واليمني. وهذا ما ترفضه السعودية قطعاً.

وحتى لو وافقت السعودية على التفاوض مع الحوثيين في اليمن، فيستحيل أن توافق على التفاوض مع حزب الله. لذلك سلمت المذكرة الخليجية إلى الدولة اللبنانية، التي عليها البحث مع حزب الله في ما يجب إرساؤه من اتفاقات لا تمس أمن دول الخليج.

مواجهة سياسية لإيران
ومرر الوزير الكويتي موقفاً لافتاً حول الشروط التي يحملها وتمثل دول الخليج وموقف المجتمع الدولي: أي بحث في الملف اللبناني على الصعيد الإقليمي والدولي، يجب أن يكون منطلقاً من ما تحققه الحكومة اللبنانية مع حزب الله. وهذا أمر شبه مستحيل. فالحزب إياه لا يمكن أن يرضخ لما تريده الدولة اللبنانية. ومعياره الوحيد هو ما تنجح إيران في تحصيله في معاركها الميدانية والسياسية.

ولا يمكن فصل هذا التطور الخليجي عن الاستحقاقات الداخلية في لبنان، لا سيما في ظل اتخاذ سعد الحريري قرار عزوفه عن الترشح في الانتخابات. وأصبح واضحاً أن من أبرز أسباب العزوف هي ضغوط خارجية، وتحديداً خليجية، لتغيير المسار السياسي في لبنان، أو لإنتاج موقف سياسي على الساحة السنية يتعلق بالاستعداد لمواجهة حزب الله وإيران سياسياً. على نحو الطرح الذي تقدم به “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني”، أو مثل السياسة التي تنتهجها القوات اللبنانية. وهذا يعني الوصول إلى نوع من التوأمة المستجدة بين شخصيات سنية والقوات اللبنانية. ما ينعكس تصعيداً سياسياً في الداخل اللبناني. فحزب الله لن يتراجع إلا إذا اقتضت الظروف الإيرانية الإقليمية والدولية ذلك.

لماذا عزف الحريري؟
ويفسر البعض خطوة الحريري بالعزوف -في مقابل الشروط الخليجية المرتفعة السقف والقاسية- بأنها تنذر بمرحلة جديدة تجدد الاصطفاف السياسي العمودي في لبنان، مع ما يعنيه ذلك من توتر سياسي، على وقع تطورات كبيرة تشهدها المنطقة.

صحيح أن الغاية الدولية هي الوصول إلى تسويات وتفاهمات حول الملفات الإقليمية والدولية. لكن طريق الوصول إلى مثل هذه الاتفاقات، معبدة بالكثير من الصدامات أو الانفجارات أو التوترات التي تدفع الجميع إلى الجلوس على طاولة التفاوض.

تابعنا عبر