
كلمة اللواء أشرف ريفي
في المؤتمر السنوي للمعارضة
الوطنية الإيرانية
تحية للمعارضة الوطنية الإيرانية
تحية للمشاركين في المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية هذا العام (2021)
تحية للسيدة مريم رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية وحركة مجاهدي خلق الإيرانية
في هذه المناسبة التي يعقد فيها مؤتمركم لا يسعني إلا أن أتوجه بالتحية لجميع المشاركين في هذا المؤتمر الذين إختاروا درب الحرية والديمقراطية ومواجهة الظلم والقهر والتسلط التي يمارسها نظام طهران اليوم، رغم المعاناة والإستهداف والتشريد والإعتقال والسجن والإعدامات.
إن تاريخ إيران الحضاري والثقافي والديني، قد شوهه هذا النظام الحاكم، نتيجة سياساته الدموية التي تستهدف فرض أفكاره ومعتقداته وسلوكه ونهجه على الشعب الإيراني الذي يمتاز بالتعددية الثقافية والحضارية والعرقية، والإنفتاح على الآخر.
إن ترسيخ روح الديمقراطية والتعددية السياسية وإنشاء الأحزاب، واحترام الحريات السياسية والإعلامية والفكرية والدينية، يعتبر المدخل الطبيعي لبناء إيران الجديدة، لتكون وطناً مستقراً ومتقدماً ومزدهراً، ومجتمعاً متجانساً ومتناغماً، يعيش فيه الجميع بحرية.
لكن الواقع اليوم في إيران هو العكس تماماً، حيث يتم ممارسة الدكتاتورية بأبشع مظاهرها، واستخدام الدين كأداة قمع وقهر، والتلاعب بمفهوم الديمقراطية وروحها وطبيعتها من خلال إجراء إنتخابات رئاسية شكلية كل أربعة أعوام، تؤدي إلى اختيار رئيس يخدم سياسات المرشد وهو الحاكم المطلق الصلاحيات في إيران.
لذلك وفي الإنتخابات الأخيرة فقد تم إنتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران، وهو الذي تم وضع إسمه على لائحة العقوبات الدولية، لمتابعة سياسة القمع الدموية بحق الشعب الإيراني، من موقعه الرئاسي بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني، وهذه سيرته طوال خدمته وعمله في لجان التحقيق والإعتقال والتعذيب، وإصدار الأحكام بالإعدام على المعارضين الوطنيين.
إن إخراج إيران من واقعها المؤلم والصعب هو مسؤولية كل القوى الوطنية الإيرانية المقاومة والمعارضة لهذا النظام الذي يتحكم بمصير الشعب الإيراني، ويعمل على عزل إيران عن محيطها الإقليمي، ويرسخ سياسة العداء مع المجتمع الدولي، حتى تبقى قبضته قوية وراسخة على مقدرات المجتمع التي يسخرها لخدمة أطماعه التوسعية وزرع الفتنة الطائفية والمذهبية، بل إستغلالها واستثمارها في خدمة طموحات ومصالح الزمرة الحاكمة بدل أن تكون لرفاهية وتقدم الشعب الإيراني.
أتوجه إلى الشعب الإيراني البطل وإلى ثورته لأقول: نحن وإياكم في مركب واحد، لقد عانيتم من النظام الإيراني ما عاناه الشعب العراقي والشعب السوري والشعب اللبناني والشعب اليمني، وشعوب المنطقة.
نحن في لبنان حالياً رهائن بيد إيران، لقد سقطت الطبقة السياسية في لبنان ولم يسقط الشعب اللبناني.
إنكم على صورتنا سقط في بلادكم الفاسدون والمجرمون والمرتزقة ولم يسقط الأحرار، وسننتصر بإذن الله وإياكم على زمرة المجرمين الذين ارتضوا أن يلعبوا دوراً قذراً في المنطقة.
أبشركم وأبشر كافة شعوب المنطقة الذين عانوا من إجرام النظام الإيراني، أننا في نهاية مرحلة هذا النظام ونرى ونأمل أن لا تطول الأيام قبل أن نحرر بلدنا لبنان وتحرروا بلدكم إيران.
إني أرى أن دور هذا النظام قد إنتهى في المنطقة، لقد كان هذا الدور على حساب الشعب الإيراني ورفاهيته، وعلى حساب علاقات الجوار والتاريخ وعلى حساب الوحدة الإسلامية والوحدة الإنسانية.
سيدفع هذا النظام أو بالأحرى هذه الزمرة ثمن جرائمه كما دفع أشباهه أثمان جرائمهم في التاريخ.
إنه يتحمل مسؤولية دماء الشعب الإيراني الحر ومسؤولية دماء الأبرياء الذين قتلوا بواسطة زمره المعلنة أو المستترة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وللتوضيح زمره المستترة هي داعش وأشباهها التي تناغمت معه في الإجرام، وزمره المعلنة معروفة وهي الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان الحوثييون في اليمن، وجميعهم مجموعات إرهابية مجرمة ارتكبت العديد من الجرائم والإرتكابات غير الإنسانية وغير المشروعة.
إن الحرية لكم ولنا باتت على الأبواب، ومن موقعي الأمني الذي شغلته في قيادة أكبر مؤسسة أمنية في لبنان، كنت أقول: إن حزب الله هو كذبة كبيرة، وإن قوة حزب الله هو وهم صنعه ضعف أخصامه، واليوم أقول: إن النظام الإيراني هو كذبة كبيرة أيضاً، فنحن نشهد وإياكم ضعف هذا النظام، فهو أعجز من أن يحمي مجموعاته التي رمى بها في الساحة السورية، وهو أعجز من حماية منشآته داخل إيران، وهو أعجز من أن يؤمن الحد الأدنى من الديمقراطية لشعبه والحد الأدنى من المعقولية في قيادة اللعبة السياسية داخل إيران.
تحية لكم ولكل المشاركين في هذا المؤتمر…
والنصر دائماً حليف الشعوب المنتفضة على جلاديها…
تحية للمعارضة الوطنية الإيرانية…
تحية للسيدة مريم رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية وحركة مجاهدي خلق الإيرانية…