
رأى “اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام”، “ان الأول من أيار لم يكن هذا العام مناسبة احتفالية بل لحظة غضب ورفض وكرامة، عبّرنا عنها في بيان ناري حمل عنوانًا لافتًا:”لسنا أدوات… نحن من يشغّل الدولة، ولن نبقى وقودًا لسلطة تأكل أبناءها!”.
وجاء في البيان:”في الأول من أيار، يوم العمال العالمي، لا نحتفل… بل نصرخ! نصرخ في وجه الظلم، ونتحدّى القهر، ونعلنها صريحة: كفى استخفافًا بمن يشغّلون هذا البلد!”
وتساءل اللقاء بمرارة:”أي معنى لعيد يُقفل فيه مكتب الموظف، ويُفتح فيه جرحه؟ أي عيد يُصفّق فيه المتفرّجون على جوع موظف الدولة، وانكسار كرامته، وهو ما زال يفتح أبواب الإدارات العامة رغم كلّ الانهيارات؟”
وأكد أن “موظفي الدولة ليسوا ديكورًا في المشهد العام، ولا كبش فداء لانهيارات الطبقة السياسية والمالية، بل هم العمود الفقري للدولة، ولن يقبلوا بعد اليوم أن يكونوا في قعر سلّم الأولويات”.
وأشار إلى الواقع المعيشي الكارثي، قائلاً:”رواتبنا صارت نكتة مرّة. تقديماتنا هزيلة، مواصلاتنا مُذلّة، والمضحك أن كل مؤسسة من مؤسسات القطاع العام لديها تقديمات مالية واجتماعية مختلفة عن الأخرى.”
وأضاف:”ورغم كل ذلك، نُكمل. لا لأننا عاجزون، بل لأننا أصحاب رسالة. لكن للصبر حدود، والسكوت على الإهانة لم يعد بطولة.”
وشدد البيان على أن “هذا التحرك لا يهدف لطلب الإحسان، بل لفرض الحق”، مؤكدًا اننا “نحن من يشغّل الدولة، ولن نبقى وقودًا لسلطة تأكل أبناءها، ثم تسرف عليهم بعطلة رسمية في الأوّل من أيار!”.
وطالب ب”تصحيح فوري للأجور وفق سلّم مؤشر الغلاء الواقعي، ووضع خطة إصلاح حقيقية تُنقذ القطاع العام من التفكك والانهيار”.
وختم:” بصيغة احتجاجية حازمة، نريد عهدًا يسمع أنين الموظف لا ضجيج الوعود. نريد عهدًا يُعيد للوظيفة العامة هيبتها، ولموظفيها كرامتهم. كفى استغلالًا لصبرنا. كفى دفنًا لصوتنا. كفى احتفالًا فوق جراحنا”. وقال في رسالته للمعنيين:”هذا ليس “عيد العمال”. هذا اختبارٌ لكم: هل ستصغون أخيرًا، أم نكتب على جدران الإدارات: هنا كان موظف… مات جوعًا وهو يُشغّل الدولة.” فلنحوّل الأول من أيار إلى بداية عهد جديد عنوانه: نحن الدولة… ومن دوننا تنهار!”.