
بقلم الكاتب صفوح منجّد
عظيمة هي أيام الجمعة الأواخر التي مرت على لبنان والمنطقة، مرة باللآلام التي جسدها السيد المسيح، وأخرى هي شاهدة على معجزاته، وكي لا ننسى، ومن منا بإمكانه أن ينسى “قانا” الشاهدة على تاريخ مجازر الإحتلال، في يوم قانا إستذكرنا ويلات المجزرة الأولى عام 1996، واليوم نستذكر شظايا الآلام والموت وأشلاء الأطفال المبعثرة في الأرجاء، الأمهات المنكوبات وصور مجزرة تسكن ذاكرة اللبنانيين.
إختلفت التواريخ وبقيت قانا حاضرة بالدم إلى عدوان أيلول 2024 ووحشية الإعتداءات الإسرائيلية طبق الأصل عنها، ذلك أن آلة القتل التدميرية واحدة. مجازر لم تدفع الضمير العالمي لإسترجاع فتات من إنسانيته الغارقة في سبات، ليُترك العدو مواصلا نهجه الإجرامي فلا بد من نداء لم يكن الأخير: إسرائيل تقتات على الدماء والتدمير والتهجير، وما بين 1996 و 2025 صور جديدة تمثل على أوتوستراد الغازية – صيدا ومنازل جاهزة في محيبيب.
في غزة اليوم مجازر هي إستمرار لتلك الوحشية التي شهدتها قانا، يوم حوّلت القطاع إلى مقبرة جماعية ولم يعد هناك أيّ مكان آمن فيه وهو ما أعلنته منظمة أطباء بلا حدود.
كذلك الحال في اليمن الذي شهد على مجزرة في الأمس القريب، حصدت أكثر من 50 شهيدا وعشرات الجرحى في تصعيد لافت للعدوان الأميركي الذي دخل شهره الثاني على أنه لن يمر من دون عقاب بحسب حكومة صنعاء، مذكرا إيانا بمواقف سابقة ومشابهة يعبّر عنها القول غير المأثور ” وزّع شوكولاته وطعمينا، مش ضروري تعرف أسامينا”!!
فالعدو سجّل مؤخرا 3933 خرقا إسرائيليا 63 منها خروقات بحرية، والباقي خروقات جوّية وأرضية، ويوميا يوجه العدو رسائل “مفخخة” وتهديدات نارية، بينما تكتفي الولايات المتحدة وإيران بمفاوضات.. نعرف متى بدأت ولا ندري بأيّ قرن ستنتهي؟! الأمر الوحيد الذي قد نسجله ذكرى للتاريخ ليس إلاّ، هوهذه المباحثات التي لن تؤدي سوى إلى المجهول، أو إلى ما فيه مصلحة للعدو في أحسن الحالات!!!
وعشية جولة جديدة من المفاوضات الإيرانية الأميريكية التي تُستكمل في روما، جدّد وزير الخارجية الإيرانية عباس عرقجي التأكيد من موسكو “أن المفاوضات ستكون غير مباشرة، نظرا للتهديدات التي أطلقتها الحكومة الأميركية والعقوبات التي تلوّح بها بالإضافة إلى سياسة الضغط الأقصى ضدّ طهران.
في المقابل كشف الإعلام العبري عن لقاء إسرائيلي – أميركي عُقد سرّا في باريس بشأن المفاوضات مع طهران، جمع وزير الشؤون الإستراتيجية في كيان الإحتلال رون ديرمر ورئيس جهاز المخابرات “الموساد” دافيد برنياع بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وقد بلغت “الوقاحة” حدّا لم يعد يطاق بحيث لم يعد هناك أي نوع من الحياء لدى المعنيين بهذه المسألة حتى لمجرد النفي، بعد ان أصبحت هذه المواقف مبتذلة، فلماذا يلجأ الأصدقاء إلى نفي هكذا علاقات وهي في حقيقتها أشدّ وأمتن؟.