شعار ناشطون

الشباب العاطل عن العمل يحلم “بالهجرة” ومن يتحضر للانتخابات يحلم “بصوته”

15/11/21 09:59 am

<span dir="ltr">15/11/21 09:59 am</span>

كتبت غية العلي في موقع ناشطون

باتت الهجرة الغير شرعية ملاذا للشباب اللبناني العاطل عن العمل، وبالرغم من المخاطر المحفوفة بهذا النوع من الهجرة الا ان الجيش اللبناني يوقف يوميا أعداد لا يستهان بها من الشباب بعدما فقد الأمل بالعيش الكريم في وطنه.
آفة “البطالة” قديمة العهد في مدينة طرابلس، واليوم تتخطى كل التوقعات كونها أضحت السائدة في كل أرجاء الوطن، في ظل غياب كامل لأي حلول، وكم هو سعيد الحظ ذلك الشاب الذي يتمتع بالمؤهلات العلمية التي تخوله للسفر والعمل في الخارج، فلبنان لم يعد قابلا للحياة، لكن هناك نسبة كبيرة لا يستهان بها من الشباب الغير متعلم وهؤلاء يدفعون الغالي والنفيس “لمراكب الموت” وفي النهاية يكون مصيرهم القبض عليهم عند الحدود التركية أو اليونانية وتبدأ المساعي من قبل الأهالي لاسترجاعهم.
مسلسل الهجرة الغير شرعية لن يتوقف، بعدما سدت السبل في وجه الشباب بغية تأمين العيش الكريم، فكيف بالامكان المواجهة خاصة بالنسبة لذلك الشاب والذي ارتبط معاشه بتقسيط ما يحتاجه سواء (سيارة، شقة، فرش منزل) فاذا به اليوم يصطدم بواقع طرده من العمل بسبب الوضع الاقتصادي المنهار.
لبنان على شفير الانهيار، ان لم نقل بأن قطاعاته برمتها قد انهارت، وفي المقابل لا يزال هناك سياسي يصارع من أجل البقاء على كرسيه وليس من أجل انتشال المواطن من القاع الذي يتخبط به، وبالطبع فان البطالة كانت مستشرية في السابق في مدينة طرابلس واليوم المعضلة أكبر بكثير ومن يجول داخل أحيائها الشعبية يتلمس إنتشار الشباب في الشوارع وداخل الأزقة بهدف التسلية والهروب من واقعهم المرير، هم شباب في مقتبل العمر يحلمون بالحياة السعيدة، لكن ليس في وطنهم الذي حرمهم من أدنى مقومات العيش، والبعض منهم لم تتجاوز أعمارهم الستة عشر سنة فلا المدارس فتحت أبوابها لهم ولا أماكن العمل،ليبقى مصيرهم الشارع في الحاضر أما المستقبل ففي علم الغيب، وتجاهه هم لا يشعرون بالأمان.
موقع “ناشطون” استطلع آراء عدد من الشباب الذين أكدوا أن “الحياة في لبنان لا تطاق”.

عاطل عن العمل “والحل”بالهجرة

الشاب علي من منطقة القبة قال:” اضطررت الى ترك عملي كون المعاش لا يكفيني أجار طريق، ويجب الاستدانة للوصول الى العمل، بحثت عن فرصة عمل ضمن مدينة طرابلس لكن عبثا حاولت، فكيف أعيش؟؟طبعا الدولة غير معنية بهمومي وبهموم الشباب، هي فقط تسعى الى ملاحقتنا عند أول هفوة تكون بسبب حالتنا المزرية”.
وعن تفكيره بالسفر يقول:” طبعا أحلم بالهجرة، لكن ما من بلد قادر على استيعاب كل الشعب اللبناني”.
الشاب محمد صبح قال:” في الوقت الراهن لا أفكر سوى بالهجرة وقد جهزت أمتعتي بانتظار الفرج، لقد بحثت كثيرا عن فرصة عمل كي أتزوج وأعيش حياة أحلم بها، لكن ما من أمل خاصة وانني مسؤول عن عائلتي، أتضرع الى الله كي يوفقني وأترك بلد لم يقدم لي أي شيء”.
الشاب مجد الحسن رأى ” بأن البلد تحول الى جحيم، ويوميا يطالبني صاحب البيت بالأجار فضلا عن اشتراك الكهرباء هذا دون أن نتحدث عن المأكل والمشرب، وفي المقابل لا أعمل فكيف برأيكم نعيش؟!! اللبناني يعيش من قلة الموت وهو يشحذ المساعدات على أبواب الجمعيات، فهل بالامكان الاستمرار؟!! “.
وتابع:” مبدئيا موعود بالسفر مع أوائل الشهر المقبل أتمنى أن يتمم الله فضله علي بعدما انعدمت الحياة في بلدنا”.

وعي الشباب ضرورة

معاناة الشباب اللبناني لا تتتهي، وأبناء طرابلس هم ضحية الاستغلال السياسي الذي عمل على افقارهم بهدف استخدامهم في كل انتخابات، اليوم السياسي يتطلع للانتخابات المقبلة ويلهث وراءها وقد بدأت مكاتب البعض تعمل بشكل ملحوظ، وهي عادت الى نغمتها القديمة بتقديم المساعدات المالية تمهيدا لشراء الأصوات يوم الانتخاب، وكأن انتفاضة 17 تشرين وكل الشعارات التي أطلقها المواطن لم تنفع، ولم تحرك عندهم حس المسؤولية تجاهه، بدليل أن أحدا لم يلمح حتى الى اتخاذ قرار جدي لجهة تغيير الواقع، بل ان ” اذلال الشعب” هو أهم بند في يرنامجهم الانتخابي المفقود أصلا، فهل يتغير المواطن، من خلال وعيه وادراكه ضرورة انقاذ البلد قبل انقاذ نفسه؟؟!!!!

تابعنا عبر