
مقال للكاتب صفوح منجّد
الوضع في سوريا كما أشار زوار وعائدون إلى لبنان أنه في تحسن يوما بعد يوم وعلى كل المستويات، حتى الليرة السورية بدأت تسترجع قيمتها فيما مئات الآلاف من السوريين يستعدون للعودة إلى وطنهم للمشاركة في عملية بناء سوريا الجديدة.
ومع بدء الإسبوع الثاني على هروب بشار الأسد تنفس السوريون الصعداء والتلامذة باشروا رحلة العودة إلى صفوفهم وجامعاتهم، ووصفت هذه العودة بأنها “مؤشر جيد، في حين أن عملية الإنتقال السياسي تسير بهدوء والممسكون بزمام الأمور في سوريا الجديدة يحاولون تقديم نموذج جديد إلى الخارج وإن كان لا يزال يثير الإزعاج لدى الإسرائيليين.
وفي الخارج وفي بلدان الإنتشار يستعد السوريون الذين عاشوا بصمت ووجع عملية تدمير بلدهم على يد عصابة الأسد، يتعهدون اليوم عملية إعادة الإعمار، وهي عملية تشمل الحجر والبشر، وما حصل في سوريا إنعكس سلبا على إيران التي علت فيها أصوات الإحتجاج على دعم وأموال صُرفت على نظام أسدي تهاوى كبناء من كرتون، وهو ما جعل الصحف الإيرانية تصف ما حصل بالإخفاق الكارثي، فهل ما يقال وينشر في طهران الخطوة الأولى على طريق تحقيق التغيير في إيران؟
وفي لبنان كلام مكرر ممل للأمين العام ل”حزب الله” يراوح بين حدّين، الحدّ الأول: إدّعاؤه تحقيق إنتصارات خلال حرب الإسناد وما بعدها، وهي إنتصارات غير واقعية ووهمية وتؤكد أن هناك من يعيش حالة إنفصال عن الواقع، أما الحد الثاني فهو عودته إلى ثلاثية: شعب ،جيش، ومقاومة، وهي ثلاثية قاتلة دمّرت لبنان، توازيا فإنّ أحمد الشرع المعروف سابقا بالجولاني، تطرّق في لقاء صحافي إلى العلاقة مع لبنان، فأكد أن المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا أضحت من الماضي؟؟ ودعا النازحين السوريين الموجودين في لبنان، للعودة إلى سوريا بأسرع وقت ممكن لأنه سيلغي التجنيد الإجباري قريبا جدا.
وفي اليوم السابع بعد إسقاط نظام بشار الأسد .. تسلمت الإدارة الجديدة دفة الحكم وباشرت في محاولتها إعادة ترتيب الأوضاع وسط غموض يحيط بآفاق المرحلة المقبلة، ويواكب هذه المحاولات إنفتاح متنامٍ على دمشق من خلال تحضير العديد من الدول إعادة فتح سفاراتها في العاصمة السورية وقد زار العاصمة أمس وفد تركي لهذه الغاية، ويقصدها اليوم وفد قطري، فيما أعلن الإتحاد الأوروبي إستعداد العديد من دوله لإعادة بعثاتها إلى دمشق.
ويستقطب الحدث السوري حركة ديبلوماسية واسعة في حين إنطلقت في الأردن سلسلة إجتماعات عربية وإقليمية ودولية، كما سيشكّل هذا الملف أحد المواضيع التي سيحملها معه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى مصر خلال الأيام المقبلة بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية.
والحدث السوري، ليس الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بمنأى عن متابعته إلى جانب ملفات اخرى، إذ كُشف النقاب أمس أنه أوفد في وقت سابق من هذا الإسبوع مبعوثه ستيف ويتكوف إلى السعودية والإمارات فيما زار مبعوثه الآخر مسعد بولس قطر. وهذا الحراك لم يحجب مخاطر العدوان الإسرائيلي الضارب أطنابه في سوريا لتجريدها من أي قوة عسكرية.
وفي ظل غضّ نظر دولي عن هذا العدوان أعلن جيش الإحتلال أنه سيواصل التوغل داخل الأراضي السورية، فيما كانت طائراته الحربية تشن غارات جديدة على محيط دمشق والسويداء ومصياف مستهدفة عشرين موقعا للمخابرات الجوّية السورية، وإزاء هذا التمادي تحركت الحكومة السورية المؤقتة نحو مجلس الأمن الدولي وطالبته بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها فورا والإنسحاب من المناطق التي توغلت فيها.
أما في لبنان فأولى المناطق التي إنسحبت منها بعد التوغل فيها هي الخيام التي يواصل الجيش اللبناني الإنتشار فيها.
وشدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من روما “على أن التحدّي هو الأساس ويتمثّل في إلزام لجنة المراقبة الخماسية لإسرائيل بوقف خروقاتها وسحب قواتها من الأراضي اللبنانية وقال: نحن ننتظر تنفيذ هذه التدابير بضمانة أميركية – فرنسية ولكن لا نرى إلتزاما إسرائيليا بذلك.
وفي ظل غضّ نظر دولي عن هذا العدوان أعلن جيش الإحتلال أنه يواصل التوغل داخل الأراضي السورية فيما كانت طائراته الحربية تشن غارات جديدة على محيط دمشق والسويداء ومصياف مستهدفة عشرين موقعا للمخابرات الجوية السورية.
وإزاء هذا التمادي تحركت الحكومة السورية المؤقتة نحو مجلس الأمن الدولي وطالبته بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها فورا والإنسحاب من المناطق التي توغلت فيها.
أما في لبنان فإن أولى المناطق التي إنسحبت منها بعد التوغل فيها هي الخيام التي يواصل الجيش اللبناني الإنتشار فيها.
والبارز في المواقف العربية من سوريا، موقفان بارزان، أردني وإماراتي، فالأردن وبلسان وزير الخارجية إعتبر أن القوى الإقليمية لا تريد لسوريا أن تسقط في فوضى.
وفي المقابل موقف إماراتي ينطوي على حرص وعلى مخاوف في آن واحد: أنور قرقاش المستشار الديبلوماسي للرئيس الإماراتي يقول: “نسمع تصريحات معقولة وعقلانية حول الوحدة، وعدم فرض نظام على جميع السوريين، لكن من ناحية أخرى، أعتقد أن طبيعة القوى الجديدة، وإرتباطها بالإخوان، وبالقاعدة كلها مؤشرات مقلقة للغاية، لا يمكننا تجاهل أن نكون حذرين” ربما يلمّح قرقاش إلى الإخوان بعد الرئيس مبارك وحكم الرئيس مرسي.