
كتبت غية العلي في موقع “ناشطون”
بحسرة كبيرة ودموع ترغرغ في العيون تقول مريم انها ومنذ تفاقم الأزمة المعيشية لم يعد بامكانها تأمين لقمة العيش لأطفالها بشكل دائم،وكل شيء مرهون بتوفر المال الذي يتلاءم والأسعار المرتفعة في الأسواق سواء منها المواد الغذائية أو اللحوم والدجاج أو الخضار والفواكه .
وحال مريم كما حال الكثير من أهالي مدينة طرابلس سيما في الأحياء الشعبية والفقيرة ، فهناك عائلات “لا يعلم بها الا الله وحده” ، وبالرغم من أن هذه العائلات تقطن في الأسواق وتعتبر أوضاعها معلومة من قبل التجار خاصة الخضار والفواكه ، والتي يلاحظ في الآونة الأخيرة كساد البضائع داخل محلاتهم بسبب ارتفاع أسعارها، وربما يلجؤون في آخر النهار الى اتلافها ، الا انهم لا يعمدون الى تخفيض التسعيرة بهدف “الافادة والاستفادة” مما يوحي وبما لا يقبل الشك بأن الكل بساهم في تعزيز هذه الأزمة والتي يعيشها المواطن وربما لهذا السبب تسمع وأنت تجول داخل أسواق طرابلس صرخته التي لا تجدي نفعا فتراه يحول نظره صوب السماء طالبا الرحمة من الله بعدما انعدمت في القلوب.
انخفاض سعر الدولار لفترة وجيزة لم ينعكس على الأسعار والتي ارتفعت بشكل جنوني على قاعدة أن ارتفاع أسعار البنزين والمازوت ترجمت فعليا بارتفاع أسعار المواصلات وكل شيء مرتبط ببعضه البعض كما يقول التجار، أما المواطن فلا حول له ولا قوة، وما يجنيه من أموال لا يمكن أن يتلاءم والقدرات الشرائية فماذا يفعل؟!!!
سؤال لم نجد الاجابة عليه لدى الأهالي الذين أكدوا أن الأزمة كبيرة في الوقت الذي لم يقابلها أي حلول من قبل الدولة والتي وعدت بالبطاقة التمويلية لكن لم تتحقق، فماذا تقول مريم لموقع “ناشطون”:” لدي أولاد لكن لا يمكنني تأمين لقمة عيشهم وهذا أقل ما يمكن تقديمه لهم، الأسعار مرتفعة جدا وكل شيء يتخطى امكانياتنا، وجودنا في السوق يأتي من ضمن البحث المتواصل عمل يمكن أن يسد جوع أطفالي، وربما نحصل على مساعدة من هنا أو هناك، ونادرا ما نجد أصحاب المحلات يتعاطون معنا برحمة، وهم يفضلون اتلاف بضاعتهم على بيعها بأسعار مقبولة، فماذا ينتظرنا أكثر من ذلك؟!!”.
من جهتها سحر خليل 32 سنة قالت :” أقضي وقتا طويلا في السوق بحثا عن الخضراوات الجيدة من جهة والتي تكون بأسعار مقبولة من جهة ثانية، لكن نادرا ما أنجح لأنه حتى وان اخترت البضائع الفاسدة أيضا تكون مرتفعة الثمن، اما الفاكهة والتي باتت من الكماليات فقد تم الاستغناء عنها منذ زمن”.
محمد السيد 42 سنة قال:” أبحث في السوق ولا أجد ما يتناسب مع وضعي المادي، فنحن عائلة مؤلفة من 11 شخص، فكيف يمكن تأمين لقمة العيش في ظل الغلاء الفاحش حيث. ان كيلو البطاطا يتجاوز العشرة آلاف مما يعني حتى “التمضية في الأكل” ممنوعة على الشعب الفقير”.
تجار ورأيهم بالصوت والصورة
اما التجار فلهم وجهة نظرهم التي ينقلونها عبر الفيديو المرفق :