ينطلق في السعودية، الاثنين، أوّل دوري كرة قدم نسائي في المملكة، لتبدأ معه رحلة مئات الفتيات والشابات نحو اللعب بشكل احترافي، وربما المشاركة في بطولة كأس العالم للسيدات يوماً ماً.
وأعلنت الرياض الأسبوع الماضي عن انطلاق الدوري في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) بمشاركة 16 فريقاً وتحت إشراف “إدارة الكرة النسائية” التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم، بعد بضع سنوات فقط من رفع الحظر على ممارسة النساء للعبة.
وتتطلّع الدولة إلى بناء منتخب نسائي قادر على المنافسة في البطولات الخارجية.
من بين أكثر المتحمّسات، الشابة الموهوبة فرح جفري (18 عاماً) التي تأمل في أنّ تحقق “حلمها” يوماً بالاحتراف في الدوري الإنكليزي لكرة القدم، وقيادة بلادها إلى المونديال النسائي.
وقالت جفري التي ربطت شعرها خلف رأسها أثناء تجمّع للاعبات تم اختيارهنّ ليشكلن أساس المنتخب الوطني في الرياض: “بدايتي مع كرة القدم كانت بها صعوبات، لأن الناس لم تكن تتقبّل (الفكرة) ولم يكن هناك فرق لممارسة كرة القدم”.
وتابعت الشابة الجامعية التي تحمل القميص رقم 16 وتظهر مهارات كبيرة في المراوغة والتسديد عن بعد “أسرتي وأصدقائي كانوا يشجعونني” على مواصلة حلمي.
وكغيرها من السعوديات الشغوفات بكرة القدم، كانت جفري تمارس هوايتها مع أقربائها في الشارع أو المدرسة وتعزّي نفسها بمشاهدة مباريات كرة القدم تلفزيونياً، دون أن يسمح لهن بالمشاركة في أي أنشطة رسمية للعبة.
لكنها استفادت من الانفتاح الاجتماعي والثقافي الذي تشهده السعودية منذ أصبح الأمير الشاب محمد بن سلمان في 2017، وهو نجل العاهل السعودي، ولياً للعهد في المملكة التي يشكّل الشباب نحو ثلثي سكانها البالغ عددهم نحو 35 مليوناً.
الرقم واحد
جفري واحدة من نحو 30 لاعبة يشكلن نواة الفريق الوطني النسائي تم اختيارهن من بين نحو 400 مشاركة، بحسب مسؤولين.
وسيُقام الدّوري على مرحلتين من خلال دوري المناطق في مرحلته الأولى بمشاركة 16 فريقاً، وستقام مبارياته في 3 مدن (الرياض ، جدة، الدمام) بمشاركة 6 أندية من كل منطقة (باستثناء الدمام 4 فرق) للعب بنظام الدوري من دورين.
وقالت جفري التي تحلم بالاحتراف في نادي مانشستر سيتي الإنكليزي: “أحلم باليوم الذي أستطيع فيه تمثيل بلادي في كأس العالم” للسيدات.
ولا توجد فرق نسائية تابعة للأندية الرياضية في السعودية، التي تأهّل منتخبها للرجال لكأس العالم في خمس مناسبات.
في حصتهنّ التدريبية على ملعب الأمير فيصل في الرياض، ارتدت لاعبات المنتخب وبعضهن غير محجبات، ملابس رياضية سوداء، وبناطيل طويلة تحت سراويلهن الرياضية القصيرة.
وأعربت حارسة مرمى الفريق لاما العنيزي (25 عاماً) عن سعادتها لاختيارها ضمن الفريق. وقالت خريجة الهندسة المعمارية: “لقد حقّقت حلمي وحلم أهلي”.
وأسّست السعودية ثلاثة مراكز تدريب إقليمية للفتيات الصغار من أعمار 13 إلى 17 عاماً بهدف اجتذاب المواهب الشابة، في خطّة أكبر تستهدف إنشاء 9 مراكز بحلول عام 2025.
كما عيّنت المملكة قبل أشهر قليلة الألمانية المخضرمة مونيكا ستاب كأول مدربة لفريقها الوطني الوليد للسيدات.
وقالت ستاب صاحبة الشعر الأبيض التي فازت كمدربة ببطولة أوروبا للأندية للسيدات في عام 2002 “كل شيء جديد هنا، تماماً كما يبدأ الطفل في المشي ثم الوقوف”.
وتستعد لاعبات “الصقور الخضر” لخوض أول مباراة ودية على المستوى الدولي في شباط (فبراير) المقبل.
وتشعر ستاب التي سبق لها تدريب منتخبي البحرين وقطر، بتفاؤل، قائلة إنه “في غضون خمس إلى ثماني سنوات سيصبحن الرقم واحد من بين دول الخليج” التي تملك جميعها منتخبات وطنية للسيدات.