أعلن النائب نعمة افرام أنّ “على لبنان التنقيب عن الغاز بغضّ النظر عن مجرى اتفاق ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل، تفادياً لاغلاق نافذته على استغلال مصادر الطاقة في البحر الأبيض المتوسّط”. أضاف: “نحن بحاجة للتحضير بسرعة كبيرة للخطة ب البديلة، والتي تعني الحفر في المناطق غير المتنازع عليها في أسرع وقت ممكن”.
كلام افرام جاء في سياق حديث أجراه معه سين ماثيو من الموقع الاخباري المستقلّ والمتخصّص بشؤون المنطقة “عين الشرق الأوسط” Middle East Eye والمتابع بقوّة في واشنطن وباريس. والحديث مع المقال نقل لواقع “المحادثات بوساطة واشنطن لحلّ النزاع البحري المحتدم بين لبنان وإسرائيل على المنطقة التي يحتمل أن تكون غنيّة بالغاز. المفاوضات هذه تعقدت بفعل أنّهما في حالة حرب من الناحية الفنيّة – أشار الكاتب – وقد تصاعدت التوتّرات خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي بعد أن أسقطت إسرائيل ثلاث طائرات مسيّرة أطلقها ” حزب الله” تجاه منصّة غاز إسرائيليّة في المياه المتنازع عليها”.
ونقل الموقع عن “افرام الذي استقال من مقعده في البرلمان اللبناني احتجاجاً على تفجير مرفأ بيروت وأعيد انتخابه نائباً مستقلاً في الانتخابات النيابيّة في أيار الماضي: “إسرائيل باتت جاهزة لاستخراج الغاز، في حين أن لبنان ليس لديه حتى اكتشاف غاز واحد قابل للتعامل معه تجاريّاً. وبسبب وضع الحرب في أوكرانيا، الكلّ يريد غاز بحر الأبيض المتوسط، لكنّنا تأخرنا كثيراً، فالغاز يشبه قرناً من البوظة مرفوع في الشمس، كل يوم يمرّ يذوب قليلاً”.
المقال أشار إلى “تخلّف لبنان في السباق لاستثمار موارده الطبيعيّة، في حين أصبحت إسرائيل التي كانت فقيرة في مجال الطاقة في مصاف الدول المصدّرة للغاز الطبيعي في الآونة الأخيرة، واستفادت من تدافع الغرب للعثور على مورّدين جدد بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. ووقّع الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل ومصر اتفاقاً لتصدير الغاز الطبيعي في حزيران لتعزيز شحنات الغاز الإسرائيلي إلى الخارج”.
واعتبر المقال أن “لبنان رغم إطلاقه أوّل جولة تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في عام 2013، لكنّ الجمود السياسي والفساد والنزاع الداخلي أدّوا إلى تأخير العمليّة لمدة خمس سنوات. ولبنان لديه ما مجموعه 10 بلوكات بحريّة نفطيّة وغازيّة. ومدّدت الحكومة الموعد النهائي لجولة التراخيص الثانية للتنقيب عن البلوكات الثمانية المتبقيّةّ حتى منتصف كانون الأول، في ظلّ اهتمام محدود من شركات الطاقة. ذلك، بعد أن قامت شركات الطاقة الدوليّة بالتنقيب في البلوك رقم 4 لكنها فشلت في العثور على أي اكتشاف مجٍد تجاريّاً. وتم تأجيل التنقيب في البلوك رقم 9، الذي يقع جزئيّاً في الأراضي المتنازع عليها مع إسرائيل”.
افرام الذي عبّر عن إيجابيّة اتفاق جميع الأطراف في لبنان على اعتبار الخط 23 عادلاً مع بعض التعديلات عليه، تساءل إذا ما كان الإسرائيليون في عجلة من أمرهم ومدى ضغط واشنطن عليهم، في وقت قد يساهم استخدام المكاسب المحتملة من احتياطيات الغاز لتخفيف أزمة اقتصاديّة في لبنان يقول البنك الدولي إنّها تصنّف كواحدة من الأسوأ في التاريخ التي شهدها العالم.