كشفت اختصاصية التغذية وأمراض الغدد الصماء الدكتورة آلينا ألمازخانوفا، ما الذي يحدث في الجسم إذا تخلى الإنسان عن الملح في طعامه. وهل الملح سم أبيض فعلاً؟
تشير الدكتورة في حديث لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء، إلى أن الكثيرين يستخدمون كمية أكبر من الملح في طعامهم، ما يعني زيادة كمية الصوديوم، وبالتالي احتباس السوائل في الجسم والوذمة وارتفاع ضغط الدم، حيث أن كل غرام زائد من الملح، يسبب في المتوسط انحباس 200 ملليلتر ماء في الجسم.
وتقول، “يؤثر ارتفاع ضغط الدم سلباً في الكلى. ومشكلات الكلى تُسبب ارتفاع مستوى ضغط الدم، وبالتالي تزداد مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والجلطة الدماغية وأمراض الأوعية الدموية. واستناداً إلى هذه الخلفية يبدو أنه بالتخلي عن الملح يمكن تخفيض مستوى ضغط الدم ومخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية ومشكلات الكلى”.
وتشير الاختصاصية إلى أنه وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية، يجب ألا يتناول الشخص أكثر من 5-6 غرامات من الملح يوميا. فإذا تناولنا ضعف هذه الكمية، تظهر مشكلات في الصحة، وتقول، “الأطفال يحتاجون 2-3 غرامات من الملح في اليوم، ويلاحظ ارتفاع ضغط الدم لدى كبار السن، لذلك يحتاجون إلى نفس هذه الكمية لا أكثر”.
وتضيف، ولكن إذا أخذنا بالاعتبار ليس فقط كمية الملح التي نضيفها لطعامنا، بل وأيضا الملح “المخفي” في المنتجات الغذائية الجاهزة، حيث وفقاً لبيانات هيئة حماية المستهلك في روسيا، 80% من الملح الذي نتناوله يومياً “مخفي” في هذه المنتجات. وتقول، “توجد كمية كبيرة من الملح خاصة في الأكلات السريعة، والمنتجات شبه الجاهزة والمدخنة، حيث يستخدم الملح لتحسين النكهة، كما يوجد الملح في المخللات وفي المايونيز والصلصات”.
وتؤكد الاختصاصية، على أنه مع ذلك لا يمكن التخلي عن استخدام الملح تماما. لأن الصوديوم ضروري لعمل الجهاز العصبي بصورة طبيعية والعضلات. وتقول، “نقص الصوديوم ظاهرة غير صحية كزيادته. فنقص الصوديوم يؤدي إلى كثرة التبول وخروج، البوتاسيوم من الجسم، وهذا يزيد العبء على الكلى، ويظهر الصداع والضعف والغثيان والدوخة واضطراب عملية الهضم وينخفض مستوى ضغط الدم. وهذا يعني أن نوعية الحياة تتدهور”.
وتضيف، إذا تخلى الإنسان عن استخدام الملح لمدة ثلاثة أيام أو أسبوع، فسيكون مفيداً للجسم، خاصة إذا كان قبلها يستهلك كمية زائدة من الملح، حيث ستطرد السوائل الزائدة من الجسم وينخفض الوزن والانتفاخات.
ولكن التخلي عن استخدام الملح فترة تزيد عن 2-3 أشهر، يؤدي إلى ظهور أعراض سلبية، تعتمد فترة ظهورها على خصائص الجسم، حيث أن أجهزة الجسم التعويضية قادرة على الاحتفاظ بمستوى معين للصوديوم في الدم خلال فترة طويلة.