بقلم الكاتب صفوح منجّد
في اليوم ال 288 من العدوان الصهيوني على غزة إستشهد وجُرح العشرات جراء تواصل القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة في القطاع وفي رفح وعلى مناطق مختلفة من الجنوب اللبناني.
وفي معارك رفح جنوب القطاع أقرّ جيش الإحتلال بإصابة جنود له من لواء “غفعاتي” بجروح جراء إستهدافهم بصواريخ “ار بي جي” كما إعترف بإصابة 32 عسكريا خلال 24 ساعة في قطاع غزة والضفة الغربية والجبهة الشمالية مع لبنان، ففي الضفة نفذت قوات الإحتلال إقتحامات جديدة شملت مدنا وبلدات عِدّة، وتعرضت لإطلاق نار من مقاومين في نابلس، في وقت أفيد فيه عن إصابة مستوطنين بتفجير عبوّة ناسفة شمال الضفة الغربية.
أما سياسيا وعلى وقع خلافات داخلية حذّر مسؤولون إسرائيليون من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى إلى إفشال صفقة التبادل المحتملة تحقيقا لمصالحه السياسية.
وفي الساعات الأخيرة أجرى نتنياهو جولة ميدانية في مدينة رفح ومنطقة فيلادلفيا جنوب غزة، في حين قالت أوساط إسرائيلية أنه يستمر بوضع العراقيل أمام الصفقة قبل سفره إلى واشنطن.
ووسط هذه الهمروجة من التصاريح التي قام بها قُبيل توجهه إلى نيويورك، فاجأه الحوثيون بقذائف وهجومات متعددة، وقيل على لسان الصهاينة أن صواريخ الحوثيين أدت إلى مصرع ما يزيد عن 100 قتيل صهيوني الأمر الذي أدى إلى حصول إرباك في صفوف الصهاينة، وأعربت مصادر عربية مطلعة أن هذه الضربات هي “رسالة وداع” لنتنياهو لن ينساها خلال زيارته إلى واشنطن.
وتابعت الأوساط المطلعة في رسالتها إلى المسؤول الإسرائيلي “ان تصويت الكنيست الإسرائيلي لمنع قيام دولة فلسطينية هو أمر خطير ويدل على أن الفكر الصهيوني يدير إسرائيل بكاملها، وأن لا مجال لإيجاد صيغة بين وجود 9 ملايين يهودي مع 5 ملايين ونصف المليون فلسطيني، وعلى نتنياهو أن ينتظر المزيد، فهذا العدو يهدد بإعادتنا إلى العصر الحجري ولا يجرؤ على شيىء، وكل ما نطلبه حصول وحدة وطنية لبنانية وإنجاز الإستحقاق الرئاسي وإعادة المؤسسات في لبنان لأنه من المعيب أن تسعى بعض القيادة السياسية إلى منع إنتخاب رئيس جمهورية في لبنان.
هذا وما تزال القوى الوطنية تتابع بإهتمام ملحوظ ما صدر عن محكمة العدل الدولية في دراسة للتاريخ، وحسمت فيها بأن اسرائيل ملزمة بانهاء وجودها في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وطالبتها بالتعويض عن اضرار هذا الاحتلال، واعترفت بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وجزمت بأن اسرائيل موجودة بشكل غير شرعي، وممارساتها ضد الفلسطينيين تعتبر تمييزا بناء على العرق.
وحثت محكمة العدل الامم المتحدة على البحث في تدابير لوضع حد للوجود الاسرائيلي غير الشرعي، وقالت إن على الدول التعاون مع الجمعية العامة ومجلس الامن لانهاء هذا الوجود.
فمحكمة العدل برئاسة القاضي اللبناني نواف سلام صاغت حيثيات تاريخية في ميزان الذهب، وأخرجت بنيامين نتنياهو من “حوافره”، ودعت الامم المتحدة للبحث في تدابير لوضع حد للوجود الاسرائيلي غير الشرعي. وقالت: ان على الدول التعاون مع الجمعية العامة ومجلس الامن لانهاء هذا الوجود .
وتابعت: اليوم وبعد تصويت اسرائيل على رفض الدولة الفلسطينية اصبحت خارج التفاوض ،اما الدول 148 في الامم فحازوا على وثيقة دولية وفرتها محكمة العدل وللبنان هذه المرة: سلام.
أما رئاسيا فمن المتوقع أن يتوضح في لبنان ما إذا كانت “كتلة الوفاء للمقاومة” ستحذو حذو كتلة التنمية والتحرير وتُبدي عدم رغبة بإستقبال وفد من المعارضة في ضوء الموعد اليوم.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة أن الإسبوع المقبل مفتوح على تصاعد الإشتباك السياسي بين قوى المعارضة والممانعة على خلفية ملف الحوار وتطيير لقاء المعارضة مع الثنائي الشيعي، وأشارت إلى أن أية مساعٍ جديدة لن يتم تحضيرها بعد مع العلم أن الحزب الإشتراكي على لسان رئيسه السابق وليد جنبلاط أبدى إستعدادا للمساعدة، معتبرة أن المعارضة لن تتراجع خطوة واحدة عن خريطة الطريق التي وضعتها وهناك مواقف لقادتها تصدر تباعا.
وأشارت مصادر ديبلوماسية إلى أن ملف الإنتخابات الرئاسية والوضع في جنوب لبنان كان موضع نقاش خلال الزيارة التي قام بها الموفد الرئاسي الفرنسي إيف لودريان إلى العاصمة السعودية الرياض منتصف الإسبوع الماضي مع المسؤولين السعوديين المكلفين بمتابعة هذا الملف، وتم خلالها التشاور في ما آلت إليه آخر الإتصالات واللقاءات مع الأطراف المحليين وباقي أعضاء اللجنة الخماسية المكلفين بهذا الملف بمشاركة المستشار الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين.