مقال للكاتب صفوح منجّد
بلغت الوحشية الإسرائيلية حد الإبادة الجماعية في غزة، حيث لا مكان لدفن الجثث هناك وفق ما كشف عنه السفير الفلسطيني في مصر، أما الأحياء فيتم تشريدهم تحت وابل من القصف لم تسلم منه حتى المستشفيات.
والوضع الكارثي يتفاقم، مع نفاذ المياه النظيفة في القطاع وفق معلومات الأونروا، وبذلك أصبحت المسألة حياة أو موت!
فيما ترصد الأمم المتحدة نزوحا جماعيا بإتجاه الجنوب، ويوصف القطاع بأنه يتحول إلى حفرة مع تفاقم الأوضاع الإنسانية، وقد تجددت الدعوات لفتح ممرات إنسانية إلى غزة، لتزويد القطاع بالإمدادات الغذائية والطبية التي اُعلن عن إمكانية نقل كميات منها في الساعات القادمة من مصر إلى غزة.
كل ذلك وجرائم الإحتلال الإسرائيلي على مجمل الأراضي الفلسطينية المحتلة تواجه بتعتيم غربي، في حين يهدف تشريد أهل القطاع إلأى محاولة للدفع بهم بإتجاه مصر وسط رفض فلسطيني ومصري، فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يكرر أن أمن بلاده بخطر رافضا تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، داعيا إلى قمة إقليمية دولية للبحث في القضية.
ومن جهته ولي العهد السعودي شدد أمام وزير الخارجية الأميركي على وجوب وقف التصعيد القائم ورفع الحصار عن غزة والعمل على إستعادة مسار السلام بما بضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
أما وزير الخارجية الأميركية العائد إلى إسرائيل اليوم الإثنين فأكد من مطار القاهرة أن كل الدول التي زارها مصممة على عدم إتساع رقعة الصراع.
كل ذلك وسط صمت مطبق من قِبل حركة فتح دون أيّ توضيح حول أسباب هذا الصمت من قِبل أكبر المنظمات الفلسطينية وذات التاريخ الحافل على صعيد متابعة وملاحقة القضايا الفلسطينية على كافة الصعد ومنذ ما قبل تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية بل أن “فتح” كان لها الأثر الأساسي والفاعل في تأسيس هذه المنظمة وفي الدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل العربية والدولية، وكان لها الدور البارز في تشكيل الفصائل الفلسطينية المسلحة في مطلع النضال المسلّح.
هذا ويشمل هذا “السكوت” أيضا تنظيمات فلسطينية أخرى لاسيما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرها، الأمر الذي يثير علامات إستفهام كثيرة على صعيد المنطقة العربية والعالم.
أما ولي العهد السعودي فقد شدد امام وزير الخارجية الأميركي على وجوب وقف التصعيد القائم ورفع الحصار عن غزة والعمل على إستعادة مسار السلام بمل يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
أما الوزير الأميركي فأكد من مطار القاهرة أن كل الدول التي زارها مصممة على عدم السماح بإتساع رقعة الصراع!!
وعلى الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة فقد طاول قصف جيش الإحتلال الإسرائيلي أمس الأحد عددا من المناطق الحدودية طيلة ساعات النهار وأ‘لنت إسرائيل أن الحدود مع لبنان منطقة عسكرية مغلقة، فيما إستهدفت المقاومة عددا ممن المواقع الإسرائيلية منها موقع الراهب قرب الحدود اللبنانية الجنوبية بصواريخ موجهة.
في المقابل قصف جيش الإحتلال بلدات مروحين وعيتا الشعب ورميش وراميا وطير حيفا وميس الجبل.
أما بالنسبة للإجتياح البري فقد ظلّ العدو يسوّق له من دون التجرؤ على البدء به بحجج متنوعة بين اسباب تقنية وأحوال جوية.
وبدت المقاومة على ثباتها غير عابئة بتهديدات العدو، وهي ردت بمقطع فيديو تحت عنوان (هذا ما ينتظركم عند أي دخول لكم إلى غزة).
كما كان لافتا أيضا ما أعلنه مسؤول أميركي أن على إسرائيل التفكير بالعواقب وألآ تتسرّع في حرب من دون إستراتيجية.
وقد تلاقى هذا الموقف مع مقاربة تصدرت الصحف العبرية تتضمن إنتقادات داخلية واسعة للحكومة الإسرائيلية وقيادة الجيش الصهيوني في ظل غياب هدف واضح لعملية (السيوف الحديدية).
وترى أوساط مطلعة أن الأحداث الجارية هي حرب قاتلة ستغيّر وجه المنطقة إلى الأبد، إرتكازا على ما تعد له إسرائيل بالنسبة للهجوم البري الذي يستعد له العدو لإكتساح غزة، والذي يبدو أنه تأجل بضع ساعات أو أيام أو أنه تأجل بفعل تضارب المواقف الصهيونية فيما يتعلق بخطة الهجوم والإستعدادات المتخذة والخلافات حول المخطط الإسرائيلي وما قد يثيره من إعتراض لدى القوى الدولية التي لا ترى في هذا السلوك سوى كارثة إنسانية وستتحملها الجهات والمؤسسات الدولية التي ستدفع الثمن غاليا جراء سكوتها عن هذه المجذرة وما قد يسفر عنها من مخاطر وإنعكاسات، وسيكون وقعها الآني والمستقبلي صعبا جدا وخطير في آن معا ليس على الصعيد المحلي بل وعلى مستوى الإقليم والعالم.