كتب نادر حجاز في موقع mtv:
تقع على هضبة تطلّ على الخيام، في موقع استراتيجي شكّل عبر التاريخ محطة للمسافرين عند مثلث بين لبنان وفلسطين وسوريا، تجمع القوافل على طرقاتها وتستقبل المسافرين في فندقها الأثري.
صمدت بلدة إبل السقي، إحدى قرى قضاء مرجعيون، طوال الشهرين الماضيين. لكن النيران الإسرائيلية طالتها الأسبوع الماضي، فاستشهد اثنان من أبنائها وجُرح آخرون، وأدت الغارات إلى تدمير عدد من منازلها.
اضطرّ الأهالي خلال الأيام الماضية إلى النزوح عن قريتهم، وباتوا مهجّرين مرة جديدة بعدما عاشوا التجربة نفسها مكرَهين في حرب تموز 2006.
“لم يبق في البلدة إلا بعض الشباب وكبار السن”، قال رئيس بلدية إبل السقي سميح البقاعي في اتصال مع موقع mtv، مؤكداً أن غالبية الأهالي غادروها. يبلغ عدد سكان إبل السقي المقيمين حوالى 1800 نسمة، غالبيتهم من الدروز والمسيحيين، وتضمّ حوالى 407 وحدات سكنية.
وأشار البقاعي إلى أن صاحب قطيع ماعز استشهد يوم الأحد عند أطراف البلدة بعدما استشهدت سيدة داخل منزلها، ودمّرت الغارات عدداً من المنازل وألحقت أضراراً في بيوت أخرى.
ورداً على سؤال، أكد البقاعي أن موقع الجيش اللبناني لا يزال في إبل السقي، وكذلك الكتيبتين الإسبانية والهندية في سهل إبل، وإن كان عناصرها يلتزمون مراكزهم ولا يتجوّلون.
وعن وجهة الأهالي الذين تركوا البلدة، لفت البقاعي إلى أن البعض قصد القرى المجاورة في حاصبيا وراشيا الوادي وكوكبا وبو قمحة، واتجه البعض الآخر إلى جبل لبنان وبيروت.
وأشارت مصادر محلية عبر موقع mtv إلى أن أبناء إبل السقي ليسوا في مراكز إيواء، إنما استُقبلوا في منازل في بلدات قضاء حاصبيا، والبعض منهم استأجر منازل لا سيما مَن قصد العاصمة.
ولفتت المصادر إلى أن عدداً قليلاً لا يتعدّى الـ60 شخصاً لجأوا إلى مقام النبي روبيل ودير سيدة صيدنايا في حاصبيا، مؤكدة أن المجتمع المحلي يقوم بإغاثة هؤلاء كما باقي النازحين، بدعم من مجلس الجنوب والصليب الأحمر الدولي والأحزاب والبلديات وجهات أخرى.
وعن وضع الأشخاص الذي رفضوا ترك البلدة، أكدت المصادر أنهم اختاروا البقاء لحماية قريتهم قدر الإمكان.
إبل السقي بلدة جنوبية جديدة تدفع ثمن الحرب، وتواجه قدرها كما أهلها وقرميدها وحقولها وزيتونها. ربما أفضل ما يقال عنها اليوم، أن نستعيد ما كتبه لها إبنها شيخ الأدب الشعبي في لبنان سلام الراسي يوماً، وكأن الزمن يعيد نفسه: “في السنوات الأخيرة هبّت العاصفة المجنونة على إبل السقي. قسم من أبنائها صمد فيها، وقسم منهم نزح عنها. فالذين صمدوا هم أصحاب هاجس البحث عن الخبايا، الذين نقبوا الأرض وغرسوا أحلامهم في ترابها، وعندما هبّت العاصفة تشبّثوا بجذورهم، وصمدوا”.