
حقق المصمم اللبناني العالمي ربيع كيروز إنجازاً استثنائياً بإدراج إحدى إبداعاته الفنية في متحف اللوفر، أحد أبرز المعالم الثقافية والفنية في العالم. تطلّ القطعة، بعظمتها وأناقتها، في قسم فنون العصور الوسطى الفرنسية والبيزنطية، إلى جانب روائع تاريخية مثل حوض معمودية سانت لويس، لتروي قصّة من التفاني والإبداع.
وعبّرت دار “Maison Rabih Kayrouz” عن فخرها بكونها واحدة من 45 دار أزياء ومصمّماً تمّ اختيارهم للمشاركة في المعرض الاستثنائي “اللوفر كوتور” (LOUVRE COUTURE): روائع الفن وروائع الموضة، الذي افتتح اليوم (24 كانون الثاني/يناير) في متحف اللوفر بباريس.
يتيح هذا المعرض غير المسبوق حواراً فنياً بين روائع قسم الفنون الزخرفية بالمتحف وأيقونات تاريخ الموضة المعاصرة، حيث يعرض قرابة 100 قطعة من التصاميم والأكسسوارات التي تسرد قصة عميقة وخالدة عن الروابط بين الموضة والفن، وبين التقاليد والابتكار.
وجاء في بيان دار ربيع كيروز: “نحن فخورون جداً بمساهمتنا في هذا الاحتفال بالحرفية والإبداع، والذي يُعدّ رحلة فريدة في تاريخ الفنون الزخرفية والأساليب والتصميم، ممتدة على مساحة 9,000 متر مربع ضمن مجموعات اللوفر المميزة”.
يتابع البيان: “شكرنا الجزيل لأوليفييه غابيه، أمين التراث العام ومدير قسم الفنون الزخرفية في اللوفر، وللمبدعة ماري بريميكومب، على رؤيتهما وجهودهما الاستثنائية في تحقيق إطلاق المعرض الفريد. ونتطلع لاستقبالكم كي نستكشف معاً هذه التجربة المدهشة التي تجمع بين الموضة والفن، حيث تتداخل المشاعر والشعر في حوار مع التراث والابتكار المعاصر”.كرّس كيروز وفريقه جهداً هائلاً لتحقيق هذا الإنجاز، مستعيداً ذكريات العمل الشاق، الليالي البيضاء، والإصرار الذي تُوّج بعرض هذه القطعة على منصة الأزياء قبل أن تجد مكانها اليوم في اللوفر في لحظة مليئة بالمشاعر، عبّر كيروز عن امتنانه وفخره بكلمات قائلاً: “ها أنا في اللوفر، أو بالأحرى… واحدة من إبداعاتي في اللوفر تقف هناك، شامخة، خلف حوض معمودية سانت لويس، في قلب روائع فنون العصور الوسطى الفرنسية والبيزنطية يضيف: “لا أستطيع أن أمنع نفسي من التفكير في الطفل الذي كنت عليه، ذلك الطفل الذي كان يحلم بأن يصبح شيئاً عظيماً. ولكن، اللوفر؟ لا، لم أحلم يوماً باللوفر. اللوفر كان للآخرين. ومع ذلك، ها أنا هنا..”
يتابع بفيض من مشاعر الامتنان: “أفكّر في أبي، الذي يشعر بالفخر، بالتأكيد، وفي أمي التي أستطيع أن أتخيّل ابتسامتها، وفي إخواني وأختي وأصدقائي وعائلتي، دموعي تنهمر… إنّها دموع الفرح. أفكّر أيضاً في تلك القطعة، المصنوعة بعناية، وهي ثمرة ساعات لا تُحصى من العمل”.يستعيد كيروز الذكريات: “أستعيد ذكريات سيسيل (واحدة من فريق عمله)، بعزمها على إنهائها قبل العرض، لا تعرف الكلل، دقيقة، مركّزة، الليالي البيضاء، الإصرار. ثم أخيراً، تسير القطعة على منصة العرض. وهكذا هي الحياة، نثابر، نترك أنفسنا للتيار… ونصل. اليوم، أنظر إلى تلك القطعة، هناك… في اللوفر إنجاز جديد يُثبّت عظمة الحرفية اللبنانية وقدرتها على المنافسة عالمياً، ويضع اسم كيروز بين الأسماء التي تركت بصمة خالدة في تاريخ الموضة والفن.
إدراج إبداع لبناني في متحف اللوفر ليس مجرّد نجاح شخصيّ، بل هو شهادة على إبداع المصممين اللبنانيين وقدرتهم عبر هذه الموهبة الاستثنائية في ترك أثرهم في أعرق المحافل الثقافية والفنية حول العالم.ومعرض “اللوفر كوتور” أول معرض أزياء في متحف باريس الشهير منذ افتتح قبل 231 عاماً. آخر مرة أحدثت فيها الأزياء الراقية مثل هذا القدر من الإثارة في اللوفر كانت في عام 1957، حين وقفت أودري هيبورن في فيلم “Funny Face” في ثوب أحمر من دون حمالات من جيفنشي، ترفع وشاحاً من قماش الشيفون فوق رأسها.
وبهذا المعرض، ينضم متحف اللوفر إلى المؤسسات التي اكتشفت أسرار استخدام ثقافة الموضة الشعبية بوابةً إلى عالم الفن. وأكثر من أي وقت مضى، صارت الموضة اليوم تغري المتاحف والمساحات الفنية الفرنسية. وقال غابيه: “هدفنا أن نجعل المزيد من الناس سعداء وأحرارًا ومرتاحين عندما يزوروننا. نقول لهم: حسنًا، أنتم تحبون الموضة. الموضة هي جسر ثقافي بالنسبة إلينا”.
وتقول فلورنس مولر، المديرة الإبداعية للمعرض: “إنها تجربة مبهجة في المقام الأول، وهو حدث فكري، ليس مفترضاً أن يكون في المتحف”.