جاء في “المدن”:
بعد ثلاثة أيام على تلقيه لقاح استرازينيكا في مستشفى جبل لبنان، توفي الشاب البالغ من العمر ثلاثين عاماً، محمود الحلبي، صباح اليوم الجمعة، في مستشفى المقاصد في بيروت. وفيما لم يحدد سبب الوفاة بعد، وما إذا كان مرتبطاً باللقاح، أو بسبب وجود أعراض صحية سابقة، كان الحلبي قد تلقى لقاح استرازينيكا يوم الثلاثاء الفائت، أي منذ أربعة أيام، بعدما أمنت جمعية أجيالنا الخيرية، حيث يعمل، اللقاحات لموظفيها.
رواية الأهل
وفي اتصال لـ”المدن” مع أهله، أكدت شقيقته (والده لم يتمكن من إكمال الاتصال بسبب حزنه الشديد) أن محمود كان يعاني من ألم في صدره يوم موعد تلقي اللقاح. وعندما أبلغ المعنيين في مستشفى جبل لبنان عن هذا الألم، أكد له الشخص الذي حقنه أن لا تعارض بين هذا الألم وتلقي اللقاح. وبالتالي، تم تطعيمه وعاد إلى منزله. ومساءً بدأ يشعر بألم شديد بظهره وبموجات برد وحرارة، وأبلغ المستشفى بالأمر. وقيل له أن يتناول البانادول، وأن هذه الأعراض طبيعية. يوم الخميس تحسن وضعه وذهب إلى عمله، بعدما أقنع العائلة أن وضعه الصحي جيد جداً. لكن صباح اليوم الجمعة، وبعد تناوله طعام السحور ذهب للنوم عند الساعة الواحدة، إلا أنه بدأ بالصراخ من الألم في صدره، فنُقل إلى مستشفى المقاصد حيث توفي بعد حصول جلطات دموية حادة، وتوقف قلبه.
التحقيقات والوزارة
لم تكن وزارة الصحة قد تبلغت بالحادثة بعد. ففي كل مستشفى معتمد كمركز تلقيح، يوجد لجنة تحقيقات، التي تكشف على الأشخاص الذين يصابون بأعراض بعد تلقي اللقاح. وهذه اللجنة تحقق بالأعراض وبالوفاة في حال حصلت، وتجري الفحوص اللازمة من صور شعاعية وغيرها، للتأكد من أسباب الوفاة، وإذا كانت مرتبطة باللقاح. وبعد الانتهاء من التحقيق، وفي حال كانت الوفاة مرتبطة باللقاح، تُبلّغ الوزارة.
التحقيقات في هذه الحادثة ما زالت جارية وستعلن الوزارة عنها أمام الرأي العام في حال ثبت ارتباط الوفاة باللقاح. لكن مصادر طبية أكدت لـ”المدن”، أن الأعراض الخطرة النادرة التي تسجل بعد تلقي استرازينيكا لا تظهر قبل اليوم الخامس من تلقي اللقاح عادة. والأعراض التي تسجَّل هي جلطات في الدماغ، ولم يُسجَّل سابقاً أي حالة توقف القلب. ما يرجح فرضية وجود خلل طبي ما عند الشاب لم يكن مكتشفاً من قبل. وحوادث توقف القلب لدى شخص بهذا العمر نادرة، ولكنها موجودة في الحالات الطبيعية.