شعار ناشطون

أول جلطة لاسترازينيكا بلبنان.. ودبيبو: حذاري أخذ مسيلات الدم

20/04/21 11:52 pm

<span dir="ltr">20/04/21 11:52 pm</span>

في الوقت الذي بدأت تتسارع حملة التلقيح باسترازينيكا في لبنان، ظهرت أول حالة جلطات دم في الدماغ لسيدة خمسينية، من بلدة برحليون في قضاء بشري، بعد نحو ثلاثة أيام على تلقي اللقاح. وتم تدارك الخطر بعدما نقلت إلى المستشفى، بعد هبوط ضغط الدم، وأجريت لها العلاجات اللازمة. لكن بسبب معاناة هذه السيدة من مشاكل ضغط سابقة، رجح الأطباء أن تكون الجلطات ليس بسبب لقاح استرازينيكا، وفق معلومات “المدن”. خصوصاً أن هذه الفئة العمرية معرضة للجلطات من دون أخذ أي لقاح.

وصف المسيلات
ومع بدء حملة استرازينيكا، بدأ بعض الأطباء وغير المختصين بنصح مرضاهم بتلقي الاسبرين قبل يومين من اللقاح والاستمرار به في الأسبوعين التاليين، لتجنب جلطات الدم النادرة التي ارتبطت بهذا اللقاح، وغيره من اللقاحات المشابهة له. رغم أن هذه التوصية خطيرة وقد يكون لها عواقب وخيمة، قد تتسبب حتى بالوفاة.
وفق رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية في بيروت، وعضو لجنة اللقاحات في منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، غسان دبيبو، يجب عدم اخذ أدوية احترازياً مثل الاسبرين أو أي مسيّل دم، لتجنب جلطات اللقاح. بل العكس، الاسبرين مثلاً يشل عمل الصفيحات لمنع الجلطات، بينما في الحالات التي حصلت بعد تلقي استرازينيكا، حدثت أمور مغايرة.

نادرة لكن خطرة
وشرح دبيبو أن حالات التجلط نادرة جداً وفريدة من نوعها. فهي تحصل في شرايين الدماغ والمعدة، ومتعلقة برد فعل مناعي ضد صفائح الدم، يشبه ما يحصل في علاج بعض المرضى بدواء الهيبارين، الذي يستخدم كمسيل للدم. لكن عند بعض الحالات النادرة يؤدي الهيبارين إلى انخفاض الصفيحات والجلطات.

وأكد أن هذه الحالات نادرة وعادية، ولا يوجد حتى الساعة معلومات حول سببها. فهناك فرضيات عدة، لا تقتصر على استرازينيكا، بل أيضاً جونسون أند جونسون، وربما تشمل سبوتنيك، في حال تبين أن المشكلة في تقنية هذه اللقاحات التي تعتمد على الناقل الفيروسي أو لادنوفيروس، خصوصاً أنها لا تستخدم الفيروس نفسه.

وأضاف، ممكن أن تصبح هذه الحالات خطرة في حال عدم تداركها. لذا ليس على المواطن اخذ أدوية احترازياً. فطبياً، الاسبرين مثلاً يشل عمل الصفيحات كي لا تحدث جلطات. وفي حالات الجلطات المتأتية كعارض للقاحات، الأمر مختلف، لأن عدد الصفيحات ينخفض. لذا نكون كمن يشل عمل هذه الصفيحات القليلة ونصل إلى نزيف أخطر وفي أماكن أخرى، غير تلك التي باتت واضحة في حالة اللقاح، أي الدماغ والمعدة، وقد يؤدي إلى الوفاة.

تدارك الأمر
وأكد أنه لم تجر دراسات حول الاسبرين والمسيلات ومدى الإفادة أو الضرر في حالات هذه الجلطات، لكن ما بات معروفاً أن بعض الحالات التي حصلت وتم علاجها بالمسيلات مثل الهيبارين كانت نتائجها كارثية وتضاعف المرض عند المصابين وأدى إلى وفاة البعض. بينما من تلقوا أدوية تسيطر على المناعة مثل الكورتيرزون وغيرها، شفوا من الجلطات.

لذا يحذر دبيبو أنه يجب التنبه لكيفية تدارك الأعراض في حال حصلت والكشف المبكر عليها لا غير. فعلى من يتلقى اللقاح الانتباه بعد اليوم الرابع، ولمدة نحو ثلاثة أسابيع إلى تغيرات تحصل عنده مثل الصداع الحاد أو ألم البطن الحاد، واستشارة الطبيب المختص فوراً.

الأمراض المزمنة
هناك أطباء ينصحون المرضى بإجراء فحوص D-dimer كإجراء احترازي لاستبعاد وجود استعداد الجسم لحصول جلطة دموية. كما صدرت توصيات بعدم منح الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الضغط والسكري، أو أمراض مثل التلاسيميا وغيرها من تلقي اللقاح، كاحتراز لعدم حصول جلطات الدم.

وعن هذه الأمور أكد دبيبو أن لا معنى لهذا الفحص قبل أخذ اللقاح، فهو لقياس نسب التجلط بعد حصولها. أما الامتناع عن إعطاء اللقاح لمرضى السكري والضغط ومرضى التلاسيميا الماينر ففيه مخاطر. من ناحية لا علاقة لمرضى التلاسيميا بالصفيحات، ولا يوجد أي سبب طبيّ لعدم تلقي اللقاح. بينما مرضى السكري والضغط فلهم الأولوية في تلقي اللقاح. وفي حال لم يكن أمامهم أي لقاح غير استرازينيكا فعليهم تلقيه لأن الجلطات التي قد تحصل لهم جراء الإصابة بكورونا تصل إلى ما بين خمسة وعشرة في المئة، بينما في حالة اللقاح النسب نادرة وتقدر بنحو ثلاثة لكل مليون.

تابعنا عبر