شعار ناشطون

أعلن انتسابي للحزب بعد ان يأتي البنزين

14/06/21 08:36 am

<span dir="ltr">14/06/21 08:36 am</span>

زياد عيتاني – أساس ميديا

إن استطاع السيّد حسن نصر الله تأمين البنزين والمازوت والدواء والطحين لكافة اللبنانيين، من حقه عليَّ أنا اللبناني البيروتي المُسلم السُنّي المعارض له ولمحوره أن أتقدم بطلب انتسابٍ لحزبه العظيم أو أقله بما أنني لست شيعياً، أنا مستعد للانتساب إلى سرايا الحزب أو أي تنظيم تحت أيّ تسمية يبتكرها السيّد أو أحد معاونيه.

السياسة ليست “جكارة” ولا صراعاً عبثياً او قتالاً مع طواحين الهواء، هي صراع بل منافسة ديمقراطية من أجل حياة كريمة عزيزة للمجتمع والفرد الكبير منه والصغير.

كُن صادقاُ معنا يا سيّد، كما عوّدتنا وفقاً لما يقول ذاك النشيد. نعدك إن صدقت معنا أن نذهب بالانتخابات المقبلة مصوّتين للوائحك وللمرشح الذي تريد

 

بناءً على ما تقدم، إن تمكّن السيّد من إزالة طوابير السيارات أمام محطات البنزين، وفك الاشتباك بين الناس في السوبرماركت على عُلبة حليب أو كيس أرُزٍ طعام الفقير، إن أعاد لنا نعمة طلب الدواء عبر خدمة الدليفيري ليلاً ونهاراً ساعة نريد، من حق الرجل علينا أن يحكمنا حينها، كما يشاء وكما يريد. ونعده بعد ذلك أن نرمي كلّ ربطات العُنق التي لدينا كرمى لعيونه ونعتمد ارتداء القميص وإقفال زره الأخير.

نحن لسنا طُلاب صراع من أجل الصراع ولا هواة تظاهر ولا قطع طريق. هدفنا فقط، أن نعيش ونملأ خزان سيارتنا بالوقود وتهدينا المحطة بعد ذلك تشجيعاً عُلبة محارم ورقية كالأيام السابقة، نشتري الدواء دون عناء وذل، ونختار ربطة الخبز الأطيب بين فرن الامراء أو فرن الوفاء أو أفران شمسين.

سأنسى كل وعود السيّد السابقة وكل اقتراحاته الاقتصادية والنقدية حتى تلك التي دعانا فيها إلى زرع البقدونس والفجل على الأسطح والشرفات وفي أحواض الساحات والطريق.

سأنسى كل ما مضى، لأفتح صفحة جديدة متمسكاً بوعده الأخير أن يُحضر من إيران المازوت والبنزين والدواء والطحين.

كُن صادقاُ معنا يا سيّد، كما عوّدتنا وفقاً لما يقول ذاك النشيد. نعدك إن صدقت معنا أن نذهب بالانتخابات المقبلة مصوّتين للوائحك وللمرشح الذي تريد.

نعم يا سيّد نريد البنزين والدواء والطحين، ولك الحرية أن تُحضرهم من أيّ بلد على هذه المعمورة حتى لو كان من بلاد “الواق الواق”، سياراتنا تريد أن تمشي ولا تبالي بنوعية البنزين، ومرضانا بحاجة للدواء حتى وإن كان في فم التنين

 

لن نسألك كيف ستُحضر البنزين من طهران التي يبحث سكانها عن البنزين ويحملون البطاقات التي تُحدّد استهلاكهم لهذه المادة مخصصة 60 ليتراً لكل سيارة شهرياً بالسعر المدعوم (1000 تومان إيراني لليتر الواحد) وبالسعر الحرّ 3000 تومان لليتر لمن أراد أن يزيد لزوم مواجهة الحصار الكبير. ولن نسألك عن الطحين الذي بات عملة نادرة في دمشق وفي الأفران المنتشرة بمنطقة السيدة زينب حيث حزبك يسرح ويستريح، وعنها قال أحد الاعلاميين في تقرير ميداني له: “الازدحام على طوابير الخبز في دمشق رهيب. يقف الناس أحياناً لـ5 و 6 ساعات عدا أنّ الارغفة سميكة وقوامها أقرب للعجين ورائحتها، حمضية يقولون في كل مرة إن الازمة ستحلّ، لكنها تزيد. أما النظام السوري فأصدر بطاقة اطلق عليها اسم “الذكية” يحدّد فيها عدد ربطات الخبز المباعة لأفراد العائلة الواحدة وإن زار ضيف العائلة المسكينة ليتناول الغداء أو العشاء أو طالباً رغيف هنا المشكلة تعنيه وحده، هي مشكلة فردية ولا تعني الجميع.

ولن نسألك عن الكهرباء التي يفتقدها العراق منذ إعدام صدام الذي في عهده كانت تصل الكهرباء إلى كلّ قرية في أقصى البلاد وكان ليلها مضيئاً. فيما اليوم إيران تمدّ العراق ببعض الكهرباء، وتطالب الكاظمي بالمستحقات المالية كلما ابتعد بمواقفه وسياساته عنها. لن نسألك عن كل ذلك، فما بالنا، همّنا هو أكل العنب، وليس قتل الناطور بسكين من حديد.

نعم يا سيّد نريد البنزين والدواء والطحين، ولك الحرية أن تُحضرهم من أيّ بلد على هذه المعمورة حتى لو كان من بلاد “الواق الواق”، سياراتنا تريد أن تمشي ولا تبالي بنوعية البنزين، ومرضانا بحاجة للدواء حتى وإن كان في فم التنين.

يبقى السؤال: “ماذا لو لم تستطع يا سيّد أن تفي بوعدك وبقي الأمر على وسائل التواصل للمزايدة والسخرية والتنكيت؟”،  كما فعل أحدهم بالأمس حين كتب على صفحته بالفيسبوك “بواخر النفط الإيراني تسير في البحر باتجاه لبنان وشعبه” الذي وصفه زياد الرحباني عندما تحدث عن كرامته بالشعب العنيد. ثم عاد صباحاً ليكتب على الصفحة نفسها إنّ أميركا منعت إيران من إيصال النفط إلى مرفئنا الحزين. حينها لن نلومك كثيراً ولن نعتب عليك فلا نملك القدرة على كلّ ذلك أمام فائض القوة الذي تتمتع به ويتجاوزنا بكثير. بل ندعوك إلى احتساء الشاي معنا في جلسة مسائية من دون تخطيط أو تدبير، ونتصارح بها كما يتصارح الأشقاء ضمن العائلة الواحدة بكل شفافية وصدق كي نقرّ سوياً أننا هُزمنا، نعم هُزمنا نحن وأنت. المنطق يقول يا سيّد أن لا انتصار عندما يجوع أهلك، وتعجز عن تأمين الدواء أو استعمال السيارة للذهاب إلى المستشفى لنقل ابنك أو والدتك او والدك المريض.

تابعنا عبر