ناشطون- قسم التحرير
لبنان دخل فعلياً حقل الألغام و لن نقول جهنّم كما وصف رئيس الجمهوريّة، فالجحيم هو في الأساس وجود هذه الطغمة السياسيّة التي حكمت الوطن منذ ٣٠ عاماً، لتبدأ الإنفجارات في وجه المواطن مع دخولنا هذا الحقل و أوّلها الإرتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية في السوق الموازية الأمر الذي اهتزّ له الكيان بأكمله، ففي بلدٍ غير منتج و يعتمد بنسبة ٩٠٪ على الاستيراد بالعملة الصعبة سيتأثّر حتماً و خصوصاً تلك كالمواد الغذائيّة و مشتقات البترول التي بدأت بالإنقطاع او برفع اسعارها. و لن نعلم ما ينتظرنا بعد في ظلّ التعنّت السياسي بين الرئيس المُكلّف سعد الحريري و رئيس الجمهوريّة ميشال عون و الوطن تُبتر أطرافه مع كل “دعسة” متأخّرة عن تشكيل الحكومة.
في السياسة و بحسب المعلومات أنّ مبادرة اللواء عبّاس ابراهيم احرزت تقدماً ملحوظاً حتّى آخر اللحظات لتتوقّف و ينكفئ ابراهيم، ليعود عون مجدداً و يرسل موفداً الى السفارة السعودية ويبلغ السفير البخاري تنازله عن مطلب الثلث المعطّل و عن حقيبة الدّاخليّة ليقبل بخمسة وزراء و بحقيبة العدل الأمر الذي فاجأ الحريري و وضعه في موقفٍ مُحرجٍ للغاية. أوساط الحريري تقول انّه لم تصله أيّ بوادر إيجابيّة من بعبدا حول ما قدّمه سابقاً من تصوّر حكوميّ و إنّه في الإنتظار.
في المُقابل يتّهم الفريق الآخر الحريري بالهروب إلى الأمام و أنّ جلّ ما يفعله الأخير هو فقط التأخير ثمّ التأخير حتّى تصل كلمة السرّ السعوديّة، فلا حكومة قبل أن ترضى المملكة العربيّة السعوديّة التي رفضت حتّى السّاعة و بحسب المعلومات المؤكّدة تحديد موعد للحريري مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عدّة مرّات، و الجواب كان “ليلتقي وزير الخارجيّة فقط”. فالجو السعودي يقول أيضاً “دفعنا ديّة الرئيس الشهيد رفيق الحريري طيلة ١٥ عاماً وكفى”!! اما اذا تنازل الحريري وشكّل الحكومة بوجود ممثلين لحزب الله فسيكون هناك بيان شديد اللهجة من المملكة تجاهه ولا تستبعد المصادر سحب الجنسية السعودية منه.